علي حداد
خربشات الريشة
بريشة : علي حداد
الكلمة :- الابداع هو ان يحب
الانسان حياته ...ويعشق عمله حد الجنون..حد الموت
الى خضير الحميري المعجون بألوانه ...وضربات ريشته
الجميلة...والى هشام عطة عجاج
وخربشاته على الأرض والى عادل كامل وحياته
المخربشة ..واقبال الرشيد وخربشاتها
...هنيئا لهم هذا العشق ..وهذا النعيم الأبدي...
كانت جارتنا زوجة الرسام تحدث أمي عن الوقت وأهميته في حياة البشر:
- الحقيقة .. أني لا أفهم ما يعني
ان الوقت كالسيف..لأنه لو كان فعلا كالسيف لقطعت الكثير من الرقاب اليانعة.
- أنا أعتقد أن البشر بحاجة الى تنظيم وقتهم.. فهذا هو كل ما يحتاجونه.
ضحكت جارتنا وهي تقول بعد
أن وضعت كأس عصير البرتقال على الطاولة:
- زوجي استغرق في رسم لوحاته.. العمر كله..اتدركين معنى ان يستغرق الانسان
عمره كله ...؟
ثم توقفت .. كانت عيناها
ملتصقتين بالكأس وكأنه الوحيد الذي يحتوي على آخر عصير برتقال جيد في هذا العالم..
وكل الكؤوس التي ستأتي لاحقاً مغشوشة وكانت امي قد ردت بحزم
- لكنها لوحات.. أفكار.. تستحق أن يفنى الانسان عمره من أجلها.
انقضت على الكأس ودلقت نصفه في بطنها زوجة الرسام اعترضت :-
- كلا الناس تخجل ان تقول
الحقيقة كلها ..ففي معارض اللوحات.. رجال يرتدون بدلات زاهية بربطات عنق موردة
..ويتعطرون بأفضل العطور ويصطحبون معهم زوجاتهم.. وهناك سفراء ومندوبوا امم ينظرون
الى اللوحات المخربشة او الخرابيش وأنا اصر على ذلك.. ويهزون رؤوسهم وكأنهم ادركوا
الان وفي هذه اللحظة حقائق الكون والانسان
والوجود.. الناس تخجل ان تكسرهذه الخربشات على رأسه.. وآه لو فعلوها مرة.. مرة
واحدة فقط اذن لعادت الارض تدور فعلاً ..ولعادت الناس تفكر جدياً بالوقت قبل ان
تبذره هنا وهناك وبلا حياء.
وتنهدت وهي تهجم على العصير
المتبقي في قاع الكأس..
على حين كان جدي وجدتي سعيدين جداً بنار المدفأة الزرقاء.. وكادا يضحكان
لولا
صوت ارتطام كأس البرتقال الفارغة بسطح الطاولة والذي كان قريب الشبه لصوت
مطرقة القاضي.. في المحكمة الاتحادية
الذي انهى حكمه وكأن الضربة هي القول الفصل وكانت قراراتها ملزمة كما
تعرفون !!!
وأنها ليست خربشات محكمة
! ..
القصة..... ربما لم تتم