عبد الرزاق الصغير
تكذب علي
وأصدقها دائما فقط
لأن النوار الأبيض لا يكف عن النمو والتبرعم
في شرفات الأحياء المبلطة النواصي بالرخام كما في قعور الوديان
وسفوح الجبال
تكذب علي
وأصدقها مثلا عندما يكون المساء كمرآة في إطار مذهب
تملئه السنونوات على مد البصر
وأنا أشاهد فيلما صيني
أو أكتب الشعر
تكذب علي
وأصدقها لأن بؤبؤها رمادي فاتح و صاف
حتى لوغيرت في قصصها إسمي ومولدي
عنوان وغلاف كتابي
تكذب علي
وأصدقها فقط لأن النوار في أصيص مطبخها
أبيض
أبيض
كقلبها
***
سفر
سألطم حبيبتي
بعنف وجنون
كما أغلق الباب خلفي
بقوة ، وألبس قميصي
على الناصية ، وأروح أشتم وأغني
وأنا ألم سراويلي..
وأهاجر
وهناك بعيدا وراء البحر
سأسرق وأكل الحرام
سأدع أصابعي تكسر وتنهب النهود
بقوة وقسوة كما تتكسر بذور البطيخ وعباد الشمس
بين الأسنان البلورية
وكما يسحب اللص المحفظة
من جيب السترة الداخلي
بخفة وسرعة دونما شعور صاحبها
وأروح أعرج وأغني
على طول الشارع سأغني على بلادي
بعين القاتل والمقتول سأغني
بعين الطاغية والشعب المقهور سا
سأبكي...........
***
ثقوب
تحت الشاهدة السوداء
أصيص فخار
فارغ
تشرب منه الزاحفة
وذات الجناح
يكسو الثلج الجبانة
هناك
في عزلة القرنة
كهلا
قائم على ركبتاه
ينوح
على كومة تراب
ترد ثقوب السور القديم
النحيب
صفيرا ...
ينبعث من حين لحين دخان
من لفيفة
وسط وعيد وعتاب و بكاء