الارستقراطي قصة قصيرة.
* ماهين شيخاني.
اصطحبه صديقه المعتاد للنبش وأحياناً التبضع من محلات /البالة/ المنتشرة في
الدرباسية ، دنا منه صاحب المحل تفضل أستاذ ، ما هو طلبك،ربما أستطيع مساعدتك
للحصول على ما تريده.
– رد عليه وهو يرتب ياقته:
بصراحة هذه أول زيارة لي لهكذا محلات ، ﻻبأس ربما أجد ضالتي لديكم ، هناك
عدة أشياء أبحث عنها ،سأكون سعيداً لو وجدت هذه الطلبات.
– فرح صاحب المحل كثيراً وقال:بكل سرور.
– حسناً ، رفع سبابته باتجاه القمصان، هذه ﻻتناسبني قط، ألوانها باهتة ، لو
سمحت أريد قميص عثمان ..؟.
– للأسف قبل قليل أخذ العم أوصمان القميص.
– لا عليك ممكن معطف غوغول.
– ذهل الرجل وقال :من غوغول هذا. .؟.
– غوغول يارجل ، ﻻتعرفه ،أنت اليساري ولم تسمع عنه،أين ثقافتكم والتزامكم
بالماركسية. بالمناسبة بضاعتكم هذه معظمها من الدول الرأسمالية ، ثم استأنف حسناً
ربما نجد بينها /حذاء/ هذا المختل عقلياً الرسام الهولندي المشهور فينسينت فان
كوغ، ألم تسمع بإسمه أيضاً.
– ابتسم صاحب المحل :أراك أنيقاً فلمن ترسل هذه البضاعة ..؟
-باعتبارنا أخوة الشعوب و نبينا موسى المسكين يرتجف من البرد وﻻ يستطيع
النطق، فقد تركه الرسام والنحات الإيطالي مايكل أنجلو عارياً وطلب منه النطق ،
لكنه أضرب عن الكلام ولم ينطق ببنت شفة حتى الآن.
– صرخ صاحب المحل صرخة قوية أقوى من صرخة الرسام النرويجي/ ادفارت مونك/
حيث تغيرت تعابير وجهه منادياً صاحبه :
– رجاءاً اسحب صاحبك واخرجا من المحل فقدتُ صوابي وسأصبح مختلاً عقلياً
كصاحبه كوخ ، من أين لك بهذا المعتوه.
– ردّٓ صاحبه بابتسامة : من المدينة الفاضلة ، ﻻ تتخاصما أنتما الاثنان
أصدقائي، أتركا شعرة معاوية بينكما. وسأفهمك الموضوع، هذا لم يتسوق سوى من أفخم
الماركات والموديلات ، لكن الحرب أفقده كل ما يملك وبالأخص محله الذي كان يقتني أجمل اللوحات
العالمية