حميد حسن جعفر. زهير الجبوري /زهير كريم
الشاعر و بنية قصيدة البقاء
من الإشكاليات الجميلة التي يعتمدها الفعل الإبداعي /الشعر في صناعة المشهد
الشعري، وهي أن لا نهايات للحياة. وإن كانت هناك نهاية فهي لا تتجاوز صناعة العزلة
وشيء من الوحشة أما الإلغاء فلا مكان له وسط طقوس الكتابة الشعرية هكذا يتنامى
النص الشعري بين يدي الشاعر --زهير الجبوري
--فهو شاعر يمتلك من جماليات السرد ما يؤهله لصناعة الغواية، لكي نتبعه نحن
القراء الى حيث يريد ماخوذين بسحر عصاه التي ما هش بها على غنم ما. بل كان يوفرها
لمارب أخرى.
قد تنتمي هذه القصيدة إلى مفعول /فعاليات
(المزمار السحري )تلك القصة الجميلة التي كانت ضمن مناهج مادة القراءة،
لأحد الصفوف المتقدمة في الدراسة الابتدائية تقول القصة (أن هناك مدينة غزتهاالفئران، ولم يجد أهلها
حلا إلا عن طريق رجل يمتلك مزمارا سحريا، اتفق معهم على تخليصهم من الفئران مقابل
ما يقدمونه له، وعندما أنهى مهمته تخلى /تراجع
(اشراف و وجهاء )القوم عن تعهداتهم، فما كان منه --من صاحب المزمار --سوى
أن يغير نغمة مزماره، ليتبعه بدل الفئران اطفال القوم، أي أن صاحب المزمار سلبهم
الديمومة، /المستقبل، هكذا قصيدة الشاعر --زهير الجبوري --،المزمار السحري، التي
تصنع الغواية لتأخذ الأطفال /القراء إلى حيث يريد صاحبها،
( زهير الجبوري )يتشكل فعله الشعري من مجموعة كوادر إبداعية متلاقحة،
متكاتفة تعمل على إنجاز حالة إبداع تنتمي إلى المستقبل من غير أن يغرر بنا نحن
القراء، ما من إلغاء في النص، ما من حالة مغادرة للفعل الحياتي /حيث الواقع الذي
يخيم على مفرداته، انه--الشاعر--وأنها --القصيدة
--يقدمان حالة سكون /توقف لتاثيثات الحياة بدأ بالإنسان وليس انتهاءا
بالنهر، حيث يعيدنا الشاعر إلى --الماقبل --حيث اللحظة المؤهلة لأن يتداخل عبرها
الزمنان الماضي و الحاضر، حيث لم يولد المستقبل بعد،،عند هذه النقطة سوف يجد
القاريء نفسه بعيدا عن التخبط بمفردات الحياة، حيث يوفر الشاعر الكثير من الأنظمة
التي تهيء الواقع لفعل التغيير، حيث عبور القاريء من الماضي إلى المستقبل، ،
هل كان الشاعر يسعى إلى أن يمنح قارئه فرصة الحلم، التي يجب أن تحل محل
الفعل الالغائي، ؟.حيث ما اتفق الجميع على أن يطلبوا على لفظة --الموت --!
هكذا هو الشعر وهكذا ما يجب أن يكون عليه الشاعر الساحر الذي ثالثاه من
الالهة وما تبقى من الإنسان والذي كثيرا ما كان يسعى للبحث عن البقاء /الخلود، حيث
ما من مكان جغرافية تنتمي مخلوقاتها بأشكالها إلى الفناء،، حيث يتحول العالم إلى
هباء،
في القصيدة هذا الزمن ما بعد الفناء لم يكن إلا ما يشبه الحلم، حيث يحل
السكون و الصفاء، كائن مؤهل للتمتع بحياة الآخرين --بصفة مراقب --بعد أن اعتزل التمتع بحياته هو،
القصيدة تؤكد على الفعل الجمعي في صناعة حياة الفرد، هذا الكائن غير المؤهل
للذوبان والتلاشي، و التحول إلى ذكريات، الوجود في نص القصيدة كائن يحتل مساحة،
وليس فراغا، ينتمي إلى اللا شيء،
--زهير الجبوري --يبدأ بكتابة النص بعيدا عما يطلق عليه--الحمل خارج
الرحم --وينتهي من كتابتها بعيدا عن الإجهاض و الولادة القيصرية،
القصيدة /الحياة لا تستبق لحظة الانبثاق ولا تستعجل لحظة الاكتمال،
القصيدة /الحياة بين يدي --زهير الجبوري
--لا تكتمل لكي يصيبها التلف /الخراب أو الهرم أو الخرف وأفعال الزهايمر ،
القصيدة هنا لا تنسى مخلوقاتها، بل تعمل على صناعة البقاء،
هل بإمكان القاريء أن يقف /يجلس متأملاً واقعه قبل أن يتلقفه واقع النص.
فالقصيدة بحاجة إلى كائن /قاريء قادر على منحها فرصة الديمومة من خلال القراءة
المختلفة، ؟
--زهير الجبوري --لا يشتغل في هذا النص على صناعة المتعة، المتعة هنا ناتج
عرضي اما ما لم ينتجه الشاعر، فالقاريء هو الكفيل بصناعته، وأعني إعادة تدوير
الحياة بما تحتوي من جماليات، وتأمل، وتحقيق الأفعال المنتمية إلى الحلم،
النص هذا نص يفكر بطريقته الخاصة وعلى القاريء كذلك أن يفكر بطريقة مختلفة،
،،،،،!