أ تَظنُّ
سناء شمه
(( أ تَظنُّ ))
أتَظنُّ أنكَ حينَ ألقَيتَني
في جُبِّ يوسفَ مُحتدماً
وبعتَني لِلسيّارةِ بِأقاحٍ معدوداتِ.
تكونُ قد أعلنتَ الحِدادَ الزائِفَ
قبلَ مَماتي.
وَصيّرتني رماداً تَبلعُه الريحُ
وانداحتْ في الأرضِ تِلالُ السكون
في أيامٍ نَحِساتِ.
ورَقَصتَ كالفتيانِ في ضجيجِ عُرسٍ وتَباهيتَ بالحَرَكاتِ.
أ تَظنُّ أنكَ أغويتَني
بِعِشقٍ كَذِبٍ شُقّتْ أضلاعُه مِن خِلافٍ
فأتوه به في ليالٍ حالِماتِ.
عَبثاً تمتطي خيلَ الرَجا
لا مَناصَ لنا أيّها المقتول نَدَماً
قد صارَ المركبُ مثقوباً
وأمواجٌ ظَلَلنَ رواكدا
فأغرَقَه البحرُ في أوجِه الخيباتِ.
يا هذا يا مَنْ تَرمحُ بِقَوسِ
الآثمين
أنا كالمُهرَةِ لاتخشى ألماً
لامِعةُ العَينَين، باسِطةُ الكَفّين
تصهلُ في الوغى، لا تَسقطُ بالعثَراثِ.
أنا لِسانٌ ناطِقٌ بالحقِّ
شاهدي القرآنُ أتبَعُه بالصَلواتِ.
في كلِّ فصلٍ لي حِكايةٌ
أطَرِّزُها بخيوطِ الصبرِ
ألَملِمُ أنفاسي ولا أستَكِّنُ للنائباتِ.
أ لم تَعلمْ أنّ ذاكَ الجُبّ
أورَدَ يوسفَ غدَقاً، وَجَعَلَه عزيزا
كذلكَ جُبّكَ أخرَجَني
لِزَهوِ السامِقاتِ.
كنْ كما أنتَ في طُغيانِكَ
سأبقى كالشمسِ تتغزّلُ بالثواراتِ.
وأرَدِّدُ تسبيحَ داودَ ويونسَ كلّ ليلةٍ
وعلى أبوابِ الدُعاءِ
طارقٌ يُبَشِّرُ بالنجاةِ.
لم تكُ غيثاً في سمائي
بل كنتَ عناقيدَ مطرٍ
أحرقَتْ حَرثي ودفء نبضاتي .
كم مَرّةٍ تَلَوتُ لكَ يَقينَ قصيدي
أن لا تَرمِ لؤلؤةً في
غياهبِ الظُلُماتِ.
وتعود كالطيرِ هائماً
في الفَلَواتِ.
أ تَظنُّ أنكَ عاقَبتَني بِصَمتِ الآفلين
ونسيتَ أنّي كأصحابِ الأخدود
لا أخلعُ قميصَ ديني رغمَ حرائقي
ولا أساوِمُ في بطونِ مُعتقداتي.
ستلهو بِكَ الأضواءُ
في مدائن لُقياكَ مُبتَهجاً
ولا تدري أنّ قِلاعَ المَنونِ
هاويةٌ، وأهوالُها شاخِصةٌ
كالسَكَراتِ.
لن يعودَ الزمنُ الكسيحُ كأولِه
لَصَعقتُ الفؤادَ في مَوطنِ العِشقِ ألفَ مَرّةٍ
ولا وشيتُ للنجومِ سِرَّ امنياتي.
ولَمَحَوتُ شِعري في أدراجِ صَفَحاتي.
جَرَتْ بِنا الأقدارُ حيثُ مشيئةٍ
ها قد قَبرتُ رُفاةَ وِدادٍ
في حواري العاشقين
بلا صلاةِ جنازةٍ أو حرفٍ
من دعواتي.
فلا تطرقُ باباً أنتَ موصِدُه
وماخلفه بُركانٌ يَطفَحُ دَمامِلَ
مِن موجِعاتِ.
بقلمي /سناء شمه
العراق 🇮🇶