هيثم الزهاوي
هلاوس وأحلام يقظة
ذات مساء , كنت مستلقيا على سريري , وعيوني شاخصة , تتفحص سقف غرفتي ,
هلاوس وأفكار كانت تعبث بيّ وبرأسي , تطير كأنها عصافير ونجوم , وأنا أسبح بينها
عائما في بحر أفكاري , أقلب صفحات حياتي التي مرت بسرعة دون أن أشعر بها , تارة
أكون حجارة بيد ثائر , وأخرى أنتقد فيها نفسي وحظي في الدنيا العاثر , أود لو أنني
أستطيع أن أنقذ ذلك الملاك الصغير من بين الانقاض , لكنني كنت أخرج في كل مرّة
منها , مخذولاً خائفاً خالي الوفاض , أحيانا أرسم قلبا وسهم , وأعانق حبيبا صنعته
من خيالي والوهم , وأعيش حياتي من غير همّ , لكن ذلك حتى في أحلامي , لم يتم ,
فعلى أعتاب الخيال , كل شيء مباح , حتى المستحيل ممكن , لكنني منه لم أتمكن , وفِي
مُحاولةٍ مني للخَلاصِ مما كنت أعانيه , دهست أفكاري وأوجاعَي بقدم النِّسيان ,
أخرجت ذاكرتي من رأسي فأحرقتها كي أتدفئ بها , وبينما كانت الافكار تحترق , كنت
أنا أختنق , وكانت تلك هي النهاية .
هيثم الزهاوي