حميد حسن جعفر
الحياة بأزيائها ..جربة غرام الربيعي مثالا
( ثالثا وأخيرا )
قد يتابع المتلقي اهتمامات --الشاعرة غرام الربيعي --بالازياء كمنتج جمالي
واضح، تلك الاهتمامات لا يمكن أن تبعده عن وظائف المرأة الحياتية قي ممارسة
تفاصيلها الخاصة، حتى تبدو للقريب منها على هيئة قصيدة، أو لوحة تشكيلية فيها شيء
من فطرية وبدائية المرأة الأم أو المرأة الجدة، هذا الشيء تمكنت الشاعرة من
الإضافة إليه والحذف منه لتتشكل المعاصرة أو شيء منها، وضمن كل من القصيدة واللوحة
هناك فعل جمالي يمثل جانبا مهما من الحياة، إنها تمثل نوعا من الاستقلالية في
الانتقاء والاختيار والبحث بعيدا عن سلطة واختبارات الرجل /الذكر، أو عما هو سائد
في الوسط البيئي،- البيت والمجتمع --المنجز الشعري قد يعلن هذه التفاصيل عبر
الإعلان عن المرأة/الانسان التي أنجزت
الشكل الخارجي للإنسان /الأنثى ، هذا الإعلان
يشكل فعلا ينتمي لممارسة الحرية،
****
هل تشكل --غرام الربيعي --والعديد من زميلاتها الشواعر ما ينتمي إلى
الظاهرة /الحركة الحياتية، إلى وجود ملفت،. الكتابة خروج /بالنسبة للمرأة /الأنثى
خروج عن بيت الطاعة --سلطة الرجل /الذكر،
هل كانت المرأة عامة والأنثى خاصة --العراقية تحديدا --قادرة غلى صناعة
وجودها، وأن تدافع عن منجزها وضمن تعدد الفضاءات، ؟إنه الأدب عامة والشعر خاصة،
الشعر بحاجة إلى جمهور قاريء، وإلى جمهور آخر مستمع، ربما كانت ( الشواعر راوية الشاعر /سمرقند الجابري/بلقيس
خالد /إيمان الفحام /رسمية محيبس /سلامه الصالحي /فرح دوسكي /منتهى عمران /أفياء
الاسدي /علياء المالكي /نجاة عبد الله /ابتهال بليبل، واخريات ) من أكثر العناصر
النسوية المتابعات من قبل المتلقين،
هل كان الفعل الشعري النسوي دالا على وجود الشاعرة، ؟ (هموم فردية --رأي
مختلف --خط شروع منحاز --منجز؛ --استقلالية نوعية .
(علاقة الرجل بالمرأة ك --كائنين انسانيين --
الذكورة والأنوثة، موقف الثورات، وحركات التحرر، الحقوق والواجبات، المرأة
العاملة أو الأم، أو الحبيبة،
ربما تشكل المرأة الشاعرة البعض من اهتمامات المتابعين للفعل الثقافي، )
الفعل الثقافي السائد يشكل مصدرا
أساسيا للتغذية، هو فعل ذكوري لذلك سوف لن يجد المتابع إلا القليل من المنجز
الثقافي الدال على امكانية الكاتبة،
الثقافة الذكورية قدرة لاغية، ومن يجعل من منجزاتها المصدر الوحيد للثقافة
لن ينتج قوة مختلفة، بل سيكون منجزه
تابعا، لذلك على المرأة أن تغادر الثقافة كمصدر رئيسي و التي يكتبها الذكر، وتبادر
إلى تشكيل نوع من الثقافة النسوية /الأنثوية
(منتدى أدبيات البصرة أنموذجا ) ربما يشكل هذا المنتدى نموذجا /في هذه
المرحلة، نموذجا طيبا من أجل وجود نسوي ينتمي للابداع، ومن الممكن أن يشكل ظاهرة
قادرة على صناعية وإنتاج النخبة المبدعة، والمتلقي /المستهلك، ) ساندة قادرة على
إنتاج شخصية المرأة العاملة /المنتجة للفعل الثقافي بعيدا عن الصراع، قريبا من
التشابك ،
هل كانت --غرام الربيعي -- كفنانة تشكيلية مضحية بشيء من الفعل الشعري، أو
أن الأزياء كفعل ثقافي قد اخذ من جرو ف كل
من الشعر والتشكيل والفعل الحياتي. إن التكافل الثقافي الذي يشكل فعلا صعب الحصول
كان يمثل القانون، إلا أن الواقع كثيرا ما يعلن تصاعد مناسيب فعل ثقافي على حساب
فعل ثقافي آخر، على الرغم من أن استقلالية فعل ما عن سواها قد يضعف من متانة
الآخر،
الكثير من المهتمين بهكذا تداخل -(-تداخل واستقلالية الحقول الكتابية مع
سواه --السينما، المسرح، التشكيل، الدين، السحر -)-وظيفي ابداعي سوف يضع أصبعه على
شظايا مختلفة متداخلة، توفر حالات من الاختلاف حيث يتحول التنافر إلى موائمة،و
التشظية الى تكتل، و إلى إعادة تشكيل المنجز الإبداعي، وفق نظرة أخرى مختلفة،
ربما تشكل تجربة --غرام الربيعي --تجربة مختلفة بحاجة إلى الكثير من
الاهتمام ،لا بسبب الاختلاف الذي يشكل ملمحا
واضحا ومهما،،او بسبب استناد البعض
على البعض / حقول متداخلة، أجناس ربما تدخل فضاء التناص الصعب التأشير عليه، لذلك
على القاريء أن يكون على شيء من الحذر عند استقبال أي مفصل من الثلاثة التي هي
الشعر والتشكيل والأزياء المفصل الأخير ربما تنفرد به القلة القليلة من الشواعر،
ربما تكون الشاعرة سمرقند الجابري وغرام
الربيعي في مقدمة المهتمات بنص الأزياء،
انتهت