سارة محمود
التناص الفسيفسائي في نص👈 نهايات مطروقة .
💥سأقوم بتسليط الضوء على نقطة معينة أبدع فيها الكاتب وهي👈 الفسيفسائية التناصية 👉لتعميق الدلالات اللفظية والدلالية في تركيب هذا النص وكم الإبداع الذي فيه الي استخدم فيه اسلوب✋️ التناص المخفي .
💥فالتناص 👈عبارة عن حدوث علاقة تفاعلية تمازجية بين نص سابق ونص
حاضر لإنتاج نص لاحق إذ كل نص هو تشريب وتحويل لنصوص أخرى .
ومن شأن التناص أن يسعى إلى تخصيب النصوص وتلميحها بثقافات ورموز وإشارات
تنشلها من حومة السطحية والغنائية لتبدو قادرة على التحليق بالقارئ إلى آفاق
جديدة.
ومن نماذج التناص بالنص 👇
💥أولا: التناص من القرآن الكريم
{ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ
أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } ﴿سورة الزلزلة – الأيات ١-٥﴾
امْتص الكاتب النص القرآني وتعمد تذويبه ومزجه في نصه مع إبقاء ايماء أو أكثر من الكلمات الدالة على
النص الغائب، حيث يصعب اكتشافه أحيانا ما لم تكن
حصافة القاريء وقدرته المعرفية الدينية عالية .
💥ثانيا : النسوة في قصة زليخة وسيدنا يوسف عليه السلام
هكذا يختار الكاتب 👈حسن أجبوه شخصيّةشبه مهملة(نسوة المدينة) في السّياق القصصيّ
الأصليّ، ويجعلها مساندة للشخصية المحورية.
مشهد النّسوة اللّاتي قطّعن أيديهنّ في القصّة القرآنيّة، ولكنّهنّ في هذا
النّصّ يختلفن اختلافا كليّا، بحيث أصبحن أكثر مكرا وقدرة على تجاوز التّجربة
الّتي كانت مؤلمة لهنّ وهي خيانة الازواج المخفية .
💥تعد قصّة النّبيّ يوسف، عليه السّلام، مثالا للقصص الدّينيّة
المفتوحة الأفق على دوائر المعنى الذّاتيّة والاجتماعيّة وفيها غوص عميق في الذّات الإنسانيّة وأمراضها النّفسيّة،
ومسائلة الوعي الفرديّ والجماعيّ الكليّ والجماعيّ 👈الجنسانيّ (الرّجال والنّساء).
💥ومن هنا اكتسبت وتميزت هذه القصّة بالصّفة الإنسانيّة الشّاملة،
ومعالجتها المشاكل التي تنشأ عن اجتماع البشر في حالات مختلفة، تلك المشاكل الّتي لم
تتغيّر منذ الازل ، وبقيت هي هي في المجتمعات الحديثة، ففي الحقيقة لم يتغيّر سوى
الوسائل والطرائق والشّكل الخارجيّ، أمّا الأساس والحاجة البشريّة والأمراض النّفسيّة لم تتلاش ولن تتلاشى، فقد
عبّرت هذه القصّة عن ذلك الاستمرار من المشاكل الّتي لا تفارق البشر، ومن هنا بقيت
هذه القصة خالدة .
💥ثالثا : ريا وسكينة
حيث قامت البطلة بقتل كل من يقترب منها وهذا تناص مع ماكانت تقوم به ريا
وسكينة .
وانها أسطورة لاتموت على مر العصور وإنها في كل زمان ومكان يقوم أبطالها
جماعات وفرادى على إسقاط اعمالهم على الواقع .
💥رابعا: الجريمة والعقاب لديستوفيسكي
حيث قام الكاتب بوضع المبرر للبطلة وهي الغربة والتعاطف معها رغم وقوعها
بالخطيئة وارتكاب جريمة القتل المتعددة .
💥ناقش الكاتب علاقة الجريمة بالقضايا الاجتماعية ، والفلسفية
، والأخلاقية ، والدينية . فأبطال الرواية أمثال أسرة راسكولينكوف وعائلة مارميلادوف
كانوا يعانون من اليأس والعذاب والفقر ،مما دفع راسكولنيكف إلى قتل المرابية
العجوز وأختها .
ولكن من الواضح أن هذه الأسباب ظاهرية فقط ، فهناك دوافع أخرى فلسفية جعلته
يقدم على تلك الجريمة ، وتتلخص في نظريتة الخاطئة التي يسعي إلى تحقيقها.
💥ويرى الناقد الروسي ف.إ. إيتاف أن رواية ”الجريمة والعقاب“
كان لها دورً كبيرً في تطور الأدب العالمي ، بالإضافة إلى الشهرة العالمية التي
نالها الكاتب . وأوضح أن القضايا الاجتماعية آنذاك من فقر وظلم وغيرها كانت
الركيزة الأساسية التي وضع الكاتب ف.م.دستيوفسكي على أساسها القضايا الفلسفية
والأيدلوجية .
💥 فجريمة راسكولنيكف تعبِّر عن احتجاج الكاتب على الظلم
وإهانة كرامة الإنسان . ولكن على ما يبدو ، كان الكاتب يسعى على مدار الرواية ،
إلي إثبات خطأ البطل في نظريته وجريمته . لقد أدان المؤلف احتجاج البطل ، لأنه
ارتكب جريمة بشعة في حق نفسه ، وأمام الله وأمام الناس.
💥فإذا بَرَّر لنفسه قتل المرابية العجوز بأنها امرأة سيئة
لا فائدة منها فكيف يبرر قتل أختها . ومن هنا جاء عذاب الضمير والمعاناة الشديدة
التي شعر بها بعد الجريمة.
💥رابعا :
التناص مع الأسطورة:
تدخل الأنثى في كل شيء، حتى الأساطير لم تخل من النساء، حيث توجد مخلوقات
أنثوية امتازت بالشر وبالغموض، وجميعها من عالم الأساطير لا وجود لها، ولكنها دخلت
في عالم الأدب والأفلام فاشتهرت.
💢النداهة
يقال إنها امرأة تظهر في الليل في الحقول وتنادي باسم شخص معين، وحين
يتبعها يجدونه ميتا في الصباح
ظهرت في رواية أسطورة النداهة للكاتب أحمد خالد توفيق.
💢بانشي
يروى أنها امرأة تظهر وهي عبارة عن إنذار بوفاة أفراد الأسرة عادة عن طريق
الصراخ أو النواح
ظهرت في رواية هاري بوتر وسجين أزكابان للكاتبة ج. ك. رولنغ
💢سلعوة
شخصية شيطانية لديها القدرة أن تتحول إلى امرأة جميلة للغاية من أجل إغراء
الرجال
ظهرت في رواية برج الظلام: حامل السلاح للكاتب ستيفن كينغ.
💥التناص مع الشعر
قصيدة "المومس العمياء" لبدر شاکر السياب.
قال :
:من أي غاب جاء هذا الليل؟
من أي الكهوف
من أي وجر للذّئاب؟
من أي عش في المقابر دفّ أسفع كالغراب
"قابيل" أخفى دم الجريمة بالأزاهر والشفوف
وبما تشاء من العطور أو ابتسامات النساء
ومن المتاجر والمقاهي وهي تنبض بالضّياء
💥ملاحظة عن👈 أسلوب الكاتب :
💥استغنى الكاتب عن ذكر بعض التفاصيل والجزئيات، واستبدلها
بنقط الحذف الدالة على المنطوق الكلامي المتجاوز، وهذا يحتاج لموهبة القارئ وذكائه
في بناء النص من خلال المساحات المليئة الفارغة؛ لأن المطلوب منه بأن يقول أكثر
مما قاله النص نفسه.
💥حضور التناص بهذا النص👈 بسرديات متوازية، إذ أن كل مشهدية بالنص تأخذ شكل مسار متوازي بين المشهد ونص غائب (نص ديني وتراثي واسطوري..) يستدعي قراءة جديدة لبناء
دلالة وأفاق فريدة تسعى إلى معالجة مواضيع ومحاور مختلفة تم إثارتها في النص ثم👈 تقاطع التناصات مجتمعة بمشهدية متقاطعة شكلت أجمل نص💥 أدبي فسيفسائي💥 .
كل الشكر كان معكم سارة محمود .
...أتمنى لكم أوقاتا ممتعة معنا .
نهايات مطروقة
للموت رائحة شبقة و نتنة، تعجل بتكويري كندف ثلجية تتضخم أحجامها نزولا
لقعر الغربة، أفتش مسارعة دقات عقارب الساعة، عمّا أدثر به عري جسدي المشتعل..
مخافة الفضيحة.. الطرقات المتتالية على الباب، تحاصر شرودي و تتغلغل داخل دماغي،
الذي يكاد ينفجر باحثة عن منفذ بين الأصوات لأدفن عاري البريء...
- إنه الزلزال ! عجلي بالهروب قبل أن تتهدم الحيطان..
- ياجماعة، دعونا نكسر الباب .
أصوات النسوة المنافقات تخدر أحاسيسي، فيتصاعد تدفق الأدرينالين بعروقي،
ليغدي بدني الكسيح و يحوله غيلة تزدرد كل الأجسام المتواطئة أمامها...
- يالهذا القدر العنيد! لمَ لمْ يمهلني هنيهات لأكمل صولاتي، وأجفف مستنقع
الآثام المحيط بذاكرتي!!
هؤلاء النسوة المتواريات خلف الباب بجلابيبهن السوداء أراهن وقد كتمن
تشفيهن بهلاكي، فأنا بالنسبة لهن مجرد دمية ممسوخة دخيلة على البلدة، فتنت أعين
شبابهن وأسالت لعاب شيوخهن، لتُقطع خيوط المودة وتنكشف أقنعة الرتابة..
أحاول بكل ما أوتيت من طاقة أن أزيح هذا الجلمود عن ساقي منازعة الألم و
الفضيحة.. تتمازج قطرات العرق مع تدفقات السائل الأحمر و اهتزازات ماتبقى من
الحيطان.. تتلاشى الأصوات المقززة ومعها تتوالى همهمات حشرجة تئنّ بجانبي.. هل
أكتمها ؟ لا بد من وأدها لتكمل تعداد الجثث التي دفنتها خلسة تحت سطح القبو.. هذا
الفقيه الزاني الذي طالما ادعى العفة والكفاف، باتت روحه الٱثمة بين يدي.. لابد من
التخلص منه و إخراس هاته الحشرجة و لنقل أن الزلزال فعل فعلته وذهب معه لخالقه ! باليد اليمنى حملت رفات بعض الحجر
المتساقط من السقف و طفقت أدق على هذا الوجه الزائف الذي يذكرني بالرجال.. كل
الرجال الذين رغبوا في انتهاك لحمي كان مصيرهم مثله..
لكن ماذا أنا فاعلة بعد انتهاء الأمر؟ سيفتضح أمري وتدرك تلك النسوة مصير
أزواجهن وأبنائهن الذين تصطف هياكلهم بالقبو ! (وقد ظننن) أنهم هاجروا للمدينة !
لابد من الهرب قبل فوات الأوان وأن... أحاول لملمة جسدي العاري و إبعاد
الصخرة الجاثمة فوق ركبتي... فلا أستطيع لذلك سبيلا.. تتوالى الهزات ومعها تتقاذف
النبضات وتتسارع والمصير المحتوم يدنو...
أدير وجهي ناحيته، فتشمئز نفسي من منظره الملطخ.. أتحسس الركام بجانبي
،الغبار والأتربة وقطع الزجاج ... بخفة ورشاقة أزرع القطعة بجيدي فتتطاير شرارات
الدماء لتغطي الضوضاء المستشرية بالمكان و يحل معها سكون لم أنعم به مُذ وطأت
رجلاي هذه البلدة.
تمت
✍️ حسن أجبوه
