حكمت نايف خولي
بَقاءُ الرُّوح
غداً سَأمْضي إلى الآفـاق ِ مُـنـْطـَلِـقـا ً
عَبْرَ التـُّخوم ِ إلى جَنـَّات ِ أحْلامي
غدا ًسَيَنـْزاحُ ما في الغـَيب ِمن حُجُب ٍ
أجْلو الحَقائِق َ من َغـيِّـي وَأوْهامي
دَرْبُ الوُجود ِ مَشَــيْـت ُ في مَتـاهَتِـه ِ
أفـْنَيْتُ عُمْري وأدْمى البَحْثُ أيَّامي
من جِبْلـَة ِالعَقـْل ِ من أنـْوار ِ مَعْر ِفة ٍ
حَبَكـْتُ لي سُلـَّما ً يَرْقى بِإلـْهــامي
نفـَذ ْتُ عَبْرَ الجَّماد ِالصَّلـْدِ مُنـْخَطـِفا ً
لِـعـالـَم ٍ حـيـك َمن نــور ٍ وَأنـْـغام ِ
رَأيْتُ ما في َخفايا الـكـون ِ مَنـْسَجِما ً
في ما جَلـَوْتـُهُ مع حَدْسي وَأحْكامي
*****
الرُّوحُ باقِيَة ٌ والكـَوْن ُ مَسْــرَحُهـا
تسْمو بِمَعْرِفـَة ِ الأسْرار ِ والـكـُــتـُب ِ
تنـْكـَب ُّ باحِثة ً في الكون ِ فـاعِلـَة ٌ
تعْلو بِما يَنـْجَلي مـن غامِـض ِالحُجُب ِ
وفي عُباب ٍ مِنَ الأنـْوار ِ دافـِـِئـَـة ٍ
ُتغـَسَّلُ الرُّوحُ َتصْفو من هَوى التـُّرُب ِ
وَتـَعْبُرُ الحاجِزَ الكـَوْنيَّ صاعِــدَة ً
في حامِل ٍ من ُشعاع ِ النـُّور ِمُلـْـتـَهِـِب ِ
يَخـُف ُّ مُرْتـَفِـعـا ً لـلحَقِّ مُنـْجَذِبــا ً
وَيَخـْـتـَفي في بَهاء ِ النـُّور ِ واللـَّهَــب ِ
فتـَفـْرَحُ الرُّوحُ لِلأوْطـان ِعـائـِدَة ً
في حُضْن ِ خالِقِها ُتشْفى مِنَ الكـُرَب
حكمت نايف خولي