سامي المسلماني
آفاق
تقول لي المسافة الفاصلة بين ساعتين
أن الألوان ليست ثابتة
بل هي متقلبة احيانا
وملحدة في أغلب الأحيان،
الجدران الباردة حولي
أكثر إلحادا
من غراب جائع،
تتبادل فيما بينها البياض والسواد،
التفت إلى اليمين، أرى جدارا اسود،
التفت إلى شمالي، أرى جدارا ابيض،
لكن ما إن أعود إلى اليمين حتى
افاجأ بأن الأسود أصبح رماديا
وما إن أعود إلى اليسار
حتى تطير النوارس بعيدا
وكأنها لم تكن يوما
عناوين بارزة
لسماء مؤمنة...
افتح النافذة
فيسيل بصري على الحائط المقابل
مثل لطخة حبر
لا تصلح أن تكون
جزءا من لوحة
ولا جسرا من النمل
يحمي جيله الجديد من الغرق...
اترك النافذة مفتوحة
واغمض عيني
فأرى أزهار اللوز تتفتح على ابواب
العرش، ترتشف الأنوار.
ارمق السناجب تقفز من خضرة إلى أخرى،.
ألمح وردة تتغنج لي وتدعوني إلى عطرها الأحمر.
أرى فرخ حسون يتهجى مقامات موسيقى
تتردد في
الوردي القابع
في باطن جفني....
حبيبتي هناك،
بفستانها الأزرق
تطرد العيون المتلصصة
وتسمح للعشب بأن يناغي لجين قدميها
العاريتين،
بين اصابعها
زهرات اقحوان،
تنتف تويجاتها
وفي أعماقها الهادئة تقول:
يحبني... ويحبني.. ويحبني....
في الليل،
تختفي الجدران
وتصعد حبيبتي إلى السماء،
تأخذ مكان القمر
ولا تشرق الا لي.