محمد زهران
عودة المصريين للآستانة !!!
يحدث الآن تجريف متعمد للدولة المصرية ؛ فالأطباء المصريون النابهون في
انجلترا والمبرمجون والمهندسون في ألمانيا ؛ والفنانون والمبدعون في السعودية
؛ والعلماء في أمريكا وفرنسا ؛ ورجال المال والأعمال في الإمارات وقطر وتركيا ؛
والرياضيون والمعلمون والأطباء والصناع والحرفيون المهرة والمفكرون منتشرون في دول
الخليج ؟ !!! .
وهذا ما حدث في عصر الدولة العثمانية ؛ من تاريخ دخول سليم الأول مصر 1517
حتى انتهاء حكم أسرة محمد علي ؛ كان الصناع والحرفيون المهرة ؛ يتم نقلهم قصراً
إلى الآستانة ( عاصمة الخلافة العثمانية ) ؛ فقضوا على المبدعين المصريين ؛
والموجودون الآن في خان الخليي والجمالية وشارع النحاسين ودرب البرابرة وحارة
اليهود هم من بقايا من تتلمذوا على يد الفنيين والصناع العظام الذين نُقلوا جبراً
وقصراً إلى الاستانة ؛ ولم يترك الحكم العثماني في مصر غير الصبيان ؛ الذين علموا
الأجيال حتى وصل إلينا الآن ؛ فإذا كان هذا الفن الذين نتباهى به أمام العالم من
صنيعة الصبيان ؛ فما بالك بالمِعلمين الكبار الذين ذهبوا كُرها إلى الآستانة ؟ !!
.
إن ما يحدث في مصر الآن من تجريف للعقول والمبدعين في الهجرة للخارج سواء
بالترغيب بملايين الدولارات ؛ أو مجبرين من أجل لقمة العيش ؛ هو استهداف مباشر
للدولة المصرية ؛ وإضعافها ؛ فإذا لم تتحرك الدولة الآن لاحتواء أبنائها
واستثمارهم وإعادتهم لحضن الوطن ؛ قل على الدولة السلام .
دكتور محمد زهران