إدريس سراج
جرار الحب و دنان الرحيل
أمامك سيدي ,
أنا الهارب إليك
ما زلت .
و أنت العابث
بأسراري ,
ستظل .
لك أفصح عن خوفي .
ما زال قلمي
ينزف دماء العابرين
في حلمي ,
صور الخارجين
من حلمي
إلى فوهة الصور .
ألهج بفوضاي ,
و يصير ثوب السؤال
أصواتا تعبر المكان .
ما دمت سيدي .
فلا تؤاخذني
إن استبد بي الحنين
و المقام .
و أجهش بالماء
المتدفق من نافورة الذكرى .
و أمني العين بما قد يفيض,
من صورتساقطت ,
خلف سياج قلبي ,
وما انكسر منها ,
من جرار الحب ,
و دنان الرحيل .
كنت شاردا ,
حين أحرقوا أناملي ,
و حين كنت ممسكا
بمفاتيح بلا أقفال .
و أبواب بلا رتاج .
فتهاوت
كل المساءات .
و اشتعلت كل الصور .
و انتشت كل الأجراس ,
بخيبة الصوت .
ما سقطت سيدي .
أمامك سيدي
أصلب لساني المشتبك ,
في حروب ليست لي .
هنا
و حتما ليس هناك
أنزع قبعة الكلام .
و آتيك حافي اللسان ,
إلا بما علق
في جوف العين من سهام .
كيف لي أن أصون
كل هذه الصور,
من عبث المكان ,
و صخب الزمان .
من تأفف الشيب ,
وعطش السؤال .
أقذف الأحلام من نافدتي ,
و أبدد الأمنيات
على عروسات الجن .
هنا
و ليست هناك دون شك ,
تسرح أشباحي
في كل الإتجاهات .
و إذ بي أرغبك أهلا ,
إن رضيت بي سهلا ,
ما خنت الجرح .
ابسط لي إذن من روحك سيدي
إن شئت ,
كي تغرب عني ,
هذي الأرواح اللقيطة .
و مدني
بالهدير المشتعل ,
فلا أبرح أبهاءك سيدي .
ما دمت سيدي ,
نشيدي الخالد .
و ها أنا أتوسد الفكرة ,
كي لا ينهبها الإعياء المفاجئ ؟
سأبحث
عن بياضات أخرى ,
كي أدون أحلامي المستحيلة .
أمامي السؤال ,
ما انفك يشاطرني
مضجع الحرف ؟
مهزلة
اسمها الغد المشرق .
و الآن أنهض
من تعبي .
تتلقفني المدينة ,
بتفاصيل خبلها الأكيد .
تصيبني بالكساح المفاجئ ,
و ضمور المعنى .
أغمض عيني ,
وأنتشي بالفراغ ......
إدريس سراج
فاس / المغرب