عُمَر بنُ الفارض [ من أعلام المتصوِّفة ]
حامد حبيب
{ عُمَر بنُ الفارض}
( ٥٧٦: ٦٣٢ه/١٢٣٥:١١٨١م)
هو : ابو القاسم عُمر بن ابى الحسن على بن المرشد بن على الفارض …الحموي الأصل والمصري النشاةَ والمقام والوفاة.
وُلِدَ فى القاهرة سنة ٥٧٦ه/ ١١٨١م،
عاصر( ابنُ الفارض )الاحداث المجيدة التى حققها
الأيوبيون ، إذ ترعرع فى ايام صعود نجم القائد (صلاح الدين الأيوبي) ، وعاش في ظل السلطان
الملك الكامل في مصر، وتوفّىَ قبل سقوط الدولة الأيوبية على ايدى المماليك بعدة سنين.
كان ابوه فقيهاً شهيراً خاصةً فى إثبات فروض
للنساء على الرجال من حقوقٍ فى المواريث ، فغلب
عليه لقب " الفارض" ، ومن ثَمَّ لُقِّب ابنُه عمر ب"ابن الفارض".
كان (عُمر) يتردّد إلى وادى المستضعفين بالمُقطَّم،
إلى جانب جلوسه مع أبيه فى مجالس الحُكم والتعليم.
تعلّم الحديث على يدَى واحد من كبار المحدّثين
فى عصره،وهو (ابن عساكر الدمشقي)،فانتمى إلى المذهب الشافعي.
وباشارة من احد الأولياء المتجوّلين رحل إلى مكة
فعاش بين أوديتها قرابة خمس عشرة سنة، وبعد رجوعه إلى مصر باربع سنين توفّى،ودُفِن بالقراءة
بسفح جبل المقطّم .
وقد ظلّ شعرُ ( ابن الفارض ) موضع الإعجاب والاهتمام عند الكثير من الباحثين عرباً او عجَم،
وقد قام بتحقيق ديوانه مؤخَّراً المستشرق الإيطالى
(جوزيبي سكاتولين) الذى قدّم فهماً جديداً لشعره
الصوفى ، والذى يرى أنَّ خبرةَ ابن الفارض الصوفية تتركّز على اكتشاف الشاعر لذاته …
ومن شعره فى قصيدته"الخمرية":
شرِبنا على ذكرِ الحبيبِ مُدامةً
سكِرنا بها من قبل أن يُخلَقَ الكرْمُ
يقولون لى صِفْها فأنت بِوصفها
خبير ، أجل عندى بأوصافها عِلمُ
وقالوا شرِبتَ الاثمَ ، كلّا ، وانما
شربتُ التى فى تركِها عندىَ الإثمُ
فلاعيشَ فى الدنيا لِمَن عاش صاحياً
ومَن لم يمُت سُكؤاً بها فاته الحزمُ
على نفسِهِ فلْيبْكِ مَن ضاع عمرُهُ
وليس له فيها نصيبٌ ولاسهمُ
رحم الله ابنُ الفارض
___________
حامد حبيب
