مصطفى حامد جاد الكريم
فرويد وبرامج العقل
معظم من يتكلمون عن اللاشعور عند فرويد
يربطونه بكبت الغرائز والذكريات السيئة
لكن فرويد لم يقصر نظرته إلى اللاشعور علي ذلك المفهوم
وفرويد يقسم النفس إلى الهو الذي يمثل الغرائز اي المصالح الأساسية للذات
والانا التي توفق سلوك الانسان بين الغرائز ومعطيات الواقع
والانا العليا التي تمثل المثل العليا والاخلاق
وكيف تعمل الأنا لتجعل السلوك متفقا مع الواقع
انها توجه السلوك وتصوغه ليصبح متفقا مع الواقع
فهل ذلك يتم من خلال الوعي
لفد قال فرويد أن وظائف الأنا معظمها لا شعوري
اي تتم بعيدا عن الوعي
إذن اللاشعور عند فرويد لا يقتصر على الكبت
بل انه يتضمن نشاطا عقليا موجها للسلوك
واذا استخدمنا المسميات الحديثة
فقد نفترض أن العقل يعمل من خلال برامج تشبه برامج الكمبيوتر
وان الأنا هي برامج عقلية توجه السلوك
وهي برامج تعمل بعيدا عن الوعي
فتوجه السلوك من وراء ستار
واذا نظرنا الى الإبداع كمنتج عقلي
يحتوي على ابداع غير مسبوق لا يمكن أن يبتكره العقل الواعي
فليس غريبا أن نفترض وجود برامج إبداعية لاواعية
وهذه البرامج جزء من الأنا الفرويدية
لأن عمل البرامج الابداعية تكيفي اي توفق بين الغرائز والواقع من خلال
المجاز
اما البرامج السلوكية فهي توفق بين الغرائز والواقع من خلال الأفعال
وهكذا تلتقي الرؤى القديمة والجديدة للسلوك