قصة "خوفو" مع الأقفال والسحرة
قصة "خوفو" مع الأقفال والسحرة
يوجد بردية تعرف باسم بردية
وستكار أو بردية خوفو والسحرة مكتوبة بالهيراطيقية - إحدى
خطوط كتابة اللغة المصرية القديمة إن بردية
"وستكار " هي مجموعة من القصص الأدبية تعرف بين الأثريين باسم بردية
" خوفو والسحرة "، وتشير إحدى تلك القصص إلى أن الملك خوفو كان معجبا بأقفال
معبد "تحوت" بهليوبوليس وأراد ان يصنع أقفال مثلها لهرمه المعروف باسم
"أخت خوفو "، وهو الموجود حاليا في هضبة الجيزة بالهرم . تحكي البردية
انه
في إحدى الليالي المقمرة ملك مصر خوفو - صاحب الهرم الأكبر - جالس في القصر
وحيدًا، أمر الحراس والخدم بألا يزعجه أحد! هذه هي
الليلة العظيمة التي سوف يفكر فيها في كيفية الوصول إلى بناء حجرة الدفن والبهو
العظيم داخل هرمه المسمى «أفق خوفو». ظل خوفو ينظر
إلى سقف قاعة الاستقبال في القصر وبدا وجهه متجهمًا عابسًا. وجاء ابنه حور
جدف الصغير وطلب كبير الحراس من الأمير الدخول إلى أبيه لعله يسري عنه ويخرجه من
عزلته! وبالفعل دخل حور جدف وسأل أباه عن سبب وحدته وعزلته؟
وأجابه خوفو:«إنني أفكر منذ أيام وأتحاور وأتناقش مع الأمير المهندس
المعماري حم إيونو ومع المهندس خوفو خع إف في كيفية بناء البهو العظيم المؤدي إلى
حجرة الدفن. وقد عرفت اليوم من كهنة أون (عين شمس
الحالية) أن هذه الأسرار محفوظة لدى تحوت - رمز الحكمة، ولو وصلنا إليها فسوف
يكون هرمي أعظم الأهرامات، وسوف يظل شاهدًا على عظمة مصر وتاريخها في عهدي».
سمع الأمير كلام أبيه وعقب عليه بأنه يعرف مكان ساحر اسمه جدي يعيش في بلدة جد - سنفرو (ميدوم حاليا)؛
انبهر خوفو بهذا الساحر وطلب منه أن يكرر التجربة، وأن يريه ما يمكن أن
يفعل أيضًا. وكان يومًا مسليًا للجميع، حتى كاد خوفو ينسى الهدف الرئيسي من حضور
الساحر جدي إلى القصر بالجيزة. وهنا سأله عن أسرار تحوت لكي يستطيع إكمال الهرم وإخفاء
الكنوز. وهنا رد الساحر: إن هذه الأسرار لن يصل إليها سوى ثلاثة ملوك يولدون من سيدة
تدعى رود جدت. وهؤلاء سوف يحكمون مصر. وهنا عبس وجه
خوفو، لكن الساحر طمأنه بأن هذا لن يحدث إلا بعد عهده وعهد أبنائه
وعهد حفيده؛ فانبسطت أسارير خوفو وعاد إلى طبيعته. وشكر الساحر
على حضوره وبدأ التفكير مرة أخرى في كيفية الوصول إلى طرق أخرى كي يعرف منها كيفية
استكمال هذا الهرم العظيم.
اكتب تعليقاً