طلب إحاطة مصروفات المدارس الدولية في مصر اقتربت من مليون جنيه
طلب إحاطة مصروفات المدارس الدولية في مصر اقتربت من مليون جنيه
اقتربت من
مليون جنيه.. حقيقة وليس اشاعة او كلام فقط مصروفات المدارس الدولية في مصر تثير
الجدل والتقرير التالي نقلا عن جريدة الدستور يؤكد هذا
الامر , فربما يتبادر إلى الأذهان أن مصروفات المدارس الخاصة ستكون مرتفعة هذا
العام، في ظل الصدمات التضخمية وانخفاض القيمة السوقية للجنيه؛ ونتيجة الأزمة
الاقتصادية التي يمر بها العالم في الوقت الحالي.
لكن لن تصل
تلك الأذهان إلى أن بعض المدارس ستصل مصروفاتها إلى 800 ألف جنيه للعام الدراسي
الواحد، لا سيما أنها في مرحلة التعليم الأساسي، أي أنها ليست جامعات حتى يتكبد
أولياء الأمور كل تلك المبالغ الطائلة، ويحدث ذلك في مصروفات المدارس الدولية.
ووصل الأمر
إلى ساحة البرلمان خلال العام الحالي 2022 - 2023، حيث أثير غضب نواب البرلمان،
مطالبين من خلال توجيه طلبات إحاطة للدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم،
لتوضيح أسباب الارتفاع المبالغ فيه لمصروفات المدارس الدولية في مصر، والذي يقترب
من مليون جنيه لمرحلة كي جي.
وتقدمت
النائبة حنان حسني يشار، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، بطلب إحاطة
بشأن الارتفاع المبالغ فيه لمصروفات المدارس الدولية في مصر، وأشارت إلى أنها تلقت
عشرات الشكاوى من أولياء أمور ينتقدون فيه الارتفاع غير المبرر في أسعار مصروفات
المدارس الدولية لهذا العام. والتي وصلت في إحدى المدارس إلى 880 ألف جنيه.
ليس النائبة
حنان فقط، ولكن تقدم النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني حول
مصروفات المدارس الدولية والتي تقترب من المليون جنيه، متسائلًا: "هل الدكتور
رضا حجازي على علم بهذه الأرقام الفلكية في مصروفات بعض المدارس الدولية".
كما تساءل:
"ما هي الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع مصروفات المدارس الدولية، وهل سيقف
الوزير صامتًا أمام هذا الوضع المستفز لمشاعر المصريين؟"، مطالبًا بإخضاع
المدارس الدولية للقوانين الخاصة، والتعامل بالجنيه المصري وليس بالعملة الصعبة
لتخفيف الضغط على العمل.
فكيف وصلت
أسعار المدارس الدولية إلى تلك المبالغ الضخمة؟ وكذلك تعامل أولياء الأمور معها.
"الدستور" تحدثت مع عدد من أولياء الأمور الذين خاضوا تجربة التقديم إلى
تلك المدارس إلا أنهم صدموا بالمبالغ الخرافية التي تطلبها.
وليد شادي،
أحد أولياء الأمور، والذي قرر ذلك العام أن يُدخل ابنه الثاني أحد المدارس
الدولية، إلا إنه فوجئ بأسعارها التي تبدأ من 250 ألف جنيه أي ربع مليون جنيه:
"ابني رياض أطفال يعني لسه صغير، فوجئت أن المبالغ بتبدأ من ربع مليون جنيه
في المدارس الدولية".
ويضيف:
"وكل ما سن الطفل زاد الأسعار بتزيد، وصلت في الصف الخامس لـ800 ألف جنيه،
يعني العام الدراسي الواحد بيكلف الأسرة مليون جنيه، مع أنه تعليم أساسي وليس
جامعي يعني هيتعلم الكتابة والقراءة وهكذا".
وعن الفارق،
يقول إن “ابنه الأكبر درس معظم صفوفه في ألمانيا وكان التعليم مجاني تمامًا من
الحضانة حتى الثانوي، وبتوصل في الجامعات سعر الفصل الدراسي الواحد 300 يورو فقط،
يعني 57 ألف جنيه مصري بالسعر الحالي”.
ويشير إلى أن
المفارقة هو أن التعليم في ألمانيا يعد أرخص من مصر في المدارس الدولية:
"مفيش ما يبرر أن أسعار التعليم في مصر يكون بالسعر دا، لأن أي أب وأم
هيقولوا أن الأفضل الابن يسافر بره يدرس".
أسعار
المدارس الدولية
ورصدت نشرة
"انتربرايز" أسعار المدارس الدولية لهذا العام، حيث تبدأ من 296 ألف
جنيه سنويًا لمرحلة رياض الأطفال في الكلية الأمريكية، إذ يدفع الطلاب في رياض
الأطفال 534 ألف جنيه سنويًا، إضافة إلى رسوم تسجيل تعادل 14 ألف دولار تدفع لمرة
واحدة.
ويدفع الطلاب
في رياض الأطفال حتى الصف الخامس نحو 534 ألف جنيه سنويًا، أما الصفوف من السادس
إلى الثامن فتصل مصروفاتها إلى 544 ألف جنيه، ويدفع طلاب المرحلة الثانوية (الصفوف
9-12) نحو 548 ألف جنيه.
أما المدارس
البريطانية الدولية بالقاهرة، تتكلف مرحلة رياض الأطفال 221 ألف جنيه، بينما تبلغ
الرسوم الدراسية للمرحلة الابتدائية من الصف الثاني إلى السادس 260 ألف جنيه،
بينما تبلغ تكلفة الدراسة في الصفوف 7 و8 و9 نحو 301 ألف جنيه سنويًا. وتبلغ تكلفة
الصفوف 10 و11 نحو 306 آلاف جنيه سنويًا، وتبلغ تكلفة الصفوف 12 و13 نحو 324 ألف
جنيه سنويًا.
أما محسن
محمود، أحد أولياء الأمور، الذي اعترض على مصروفات المدارس الدولية في مصر هذا
العام، بعد محاولته التقديم بها، إذ يرى أن المبالغ ضخمة للغاية مقارنة بإنها
تعليم أساسي لطلاب صغار.
يقول:
"المبالغ دي ممكن تكون معقولة إذ كانت تخص الجامعات خصوصًا جامعات خارج مصر،
وبيدرسها طالب جامعي متخصص في مجال هيشتغل فيه أو هيفيده، لكن طفل التعليم
الأساسي، بيتعلم أساسيات التعليم فقط".
ويشير إلى
أنه لم يستطع إلحاق بالمدارس الدولية بعد بحثه على الكثير منها بسبب المبالغ التي
يصفها بالخرافية، مبينًا أن التعليم في مصر أصبح يعتمد على الحالة المادية للأسرة،
والتي لا بد أن تكون من فئة رجال الأعمال.