تاريخ مدينة رندة Ronda هل تعرفها
مدينة رندة Ronda هل تعرفها
مدينة رندة Ronda هل تعرفها
بعد انتصار الجيش الإسلامي في معركة وادي برباط سنة 711م بقيادة طارق بن
زياد تحرك الجيش الإسلامي نحو المدن الكبيرة وذات الأهمية مثل استوجة وإشبيلبة
وقرطبة ثم توجه طارق نحو العاصمة طليطلة، وفي هذه الأثناء كانت دفعة أخرى من الجيش
الإسلامي تعبر بحر الزقاق نحو الأندلس بقيادة القائد موسى بن نصير، ولما نزل موسى
بن نصير بأرض الأندلس قرر فتح المناطق التي لم يمر بها طارق بن زياد، فكانت مدينة
رندة من بين هذه المناطق فأرسل إليها التابعي زيد بن قاصد السكسكيّ مع ثلة من
الرجال ففتحت المدينة أبوابها دون قتال في سنة 713م. عرفت المدينة عدة تحولات و
صراعات قبلية بالإضافة الى ثورات متتالية ضدد أمراء بني أمية خصوصا إبان حكم هشام
الأول 788/796 الذي قمع هذه الثورات، لكن سرعان ما عادت إلى الواجهة مرة أخرى بعد
تضرر السكان بكثرة الضرائب المفروضة عليهم فاندلعت الثورة التي قادها الأسد بن
الحارث في سنة 874م ضدد الأمير محمد الأول وقد امتدت هذه الثورة إلى كل من
الريا(مالقة) والجزيرة الخضراء في الجنوب، لكن أبرز هذه الثورات هي التي قادها عمر
بن حفصون (ويُعرف كذلك ب صامويل بن حفصون بعد أن ارتد عن الإسلام) وهذه الثورة
بدأت في سنة 880م ولم تنتهي إلا بموته في سنة 918م وكان يتخذ من بيبشتر مقرا
لتمرده.
وبعد تفكك الخلافة الأموية بعد موت الحاجب المنصور تشكلت في رندة طائفة بني
يفرن بعد أن استقل بالمدينة أبو نور هلال بن أبي قرة في سنة 1039م ثم خلفه إبنه
أبو نصر الفتوح لكن سرعان ما سيطر المعتضد ملك إشبيلية على المدينة بعد اغتيال أبو
نصر ، تولى الراضي ابن المعتمد مقاليد الحكم برندة، وفي سنة 1091م تمكنت القوات
المرابطية من ضم المدينة إلى أملاك الدولة الأندلسية ثم بعد ذلك سيطرت عليها
الدولة الموحدية في سنة 1146م بعد انهيار المرابطين، ومع سقوط الدولة الموحدية
خصوصا بعد معركة العقاب أصبحت رندة تابعة لمملكة غرناطة، ثم كانت في وقت ما تابعة
للدولة المرينية في المغرب بعد الاتفاق مع بني الأحمر إثر الاستنجاد بهم من أجل
مواجهة القشتاليين، و قد كانت رندة على الحدود الشرقية لمملكة قشتالة مما دفع بملك
قشتالة فرناندو الثاني لحصار المدينة إلى أن سقطت في سنة 1485م ليضع بذلك نهاية
لثمانية قرون من الحكم الإسلامي لهذه المدينة العظيمة التي أنجبت العديد من
العباقرة و الأدباء منهم العالم عباس بن فرناس صاحب أول محاولة للطيران في تاريخ
البشرية، و أبو البقاء الرندي صاحب مرثية الأندلس.
