ظاهرة بروز البدلة الرياضية ( survetments) بالوسط الإجتماعي
العقيد بن دحو
ان لم يكن الخلل ثقافيا فالخلل اجتماعيا بإمتياز و إلا كيف نفسر الظاهرة ,
ان لم يكن اشكالا يطرح عدة تأويلات و
فقدانا للتوازن على صعيد جميع المحاور الأفقية و الشاقولية الإحتماعية الثقافية
السياسية و تشابه علينا المشهد اليومي
العام ة الخاص , و لم نعد نميز بين هذا اللباس و ذاك اللباس . بين ما هو خاص
للرياضة ’ و ما هو خاص للرسميات و ما هو خاص للعدات و التقاليد و ما هو خاض
للإشغال العامة ’ حتى اماكن العيادة لم تخلو من هذه البدلة الرياضية التي ملأت
الصفوق الأولى, حتى بدا المشهد العام و كأن الجميع صغارا و كبارا في ملعب كرة قدم
كبير , و كأن المدينة كلها صارت ملعبا , و اذا كانت المدرينة و رب البيت بهذا الزي
قلا تلومن الصغار و اليافعين و المراهقين في حالة الرقض.
حتى النوم صار لا ييطيب لصاحبة الا
بالبدلة الرياضية عوضا عن المنامة .
الظاهرة بها حلل ما ثقافيا بالمقام
الأول , قد نتفهم حجم الضغط الإعلاني البروبجندي الضاغط على الجميع كتلة و مساحة و
حجما و لونا , و نتفهم حجم الشركات العملاقة الأجنبية الكارتل الصانع للأبسة
الرياضية و انتقل بالمستهلك من الملاعب بشتى انواعها الى الملاعب الأخرى
الإجتماعية , حتى الأعراس و الأفراح لم تنجو منها.
الظاهرة اذن خطيرة و فيها سرقة
للذائقة العامة , و بالتالي على هذا الأخير ان يعود الى وعيه , و يسمي الأسماء
بمسمياتها , ما لله لله و ما لقيصر لقيصر , ما للرياضة للرياضة ة ما للشأن العام
شأنه , و لكل ما خلق له.
قد نتفهم فئة العمرية 75 % شباب ,
و قد نتفهم فوز الفريق الوطني بكأس العرب , لكن ان ننسى انفسنا و نفقد و عينا هذا
بالشيئ الخطيير و تصير المسؤولية عامة تصل الى درجة الوازع الأخلاقي و متعلقا
بالضمير الفردي و الإجتماعي.
نحن لسنا في حاجة الى اعادة ترتيب
البيت و انما الى تقويم و تقييم الذات و النفس و المحيط خاصة و البيئة بشكل عام.
بمعنى ما احوج الرياضة الى الثقافة
, اذ العقل السلية في الجسم السليم.
لكن هذا حالنا لم يكن شيئا في
مكانه , و عليه من يصلح الملح اذا ما الملح فسٌد ! ؟
في الاخير بقول المثل الشعبي : " كول ما يعجبك و البس ما يعجب
الناس".