حامد حبيب
الحربُ على العراق ٢"
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
من كتابى"الطريق إلى الحرب"
-----------------------------------
مع كل ماذكرناه من خلاف بين أمريكا وحلفائها وبين فرنسا وألمانيا على الجانب الآخر المعارض للحرب ، فعلينا أن ندركَ دائماً أن هناك مصالح عُليا
تتفوق على هذه الخلافات ، فلم يكن الأمر يعنى عتمة الصورة إلى الحد الذى يمكن تصوره فى تلك العلاقات ،ففرنسا _رغم ذلك_ حريصة دائماً على ألا تفوتها فرصة المشاركة في اتخاذ القرار وعدم التخلُّف عن موائد التفاوض،لأن رفضها لدور عسكرى
سيحرمها قطعاً من الإسهام فى ترتيب البيت العراقي_ بمافى ذلك البترول _ بعد صدّام ، وبالتالى فهى فى النهاية لن تستخدم حق الڤيتو داخل
مجلس الأمن _ والتى تمثّل فيه عضوية دائمة _ضد قرار الحرب ، لأن ذلك سيُفقدها الكثير من الوليمة العراقية.
_وبالفعل ، أرسلت فرنسا حاملة طائراتها النووية
"شارل ديجول "لشرق البحر المتوسط فى قاعدة بحرية تابعة لحلف الأطلنطى فى جزيرة "كريت" يوم الثلاثاء الموافق ٤من أبريل ٢٠٠٣م.
_وألمانيا نفس الشيء.. فرغم معارضتها ،استطاعت أن توازن موقفها المُعارض ببعض خطوات تُرضى أمريكا ، فنشرت قواتها لتعزيز حماية القواعد الأمريكية فى أراضيها، وسمحت للطائرات الأمريكية بالتحليق فى أجوائها ، لأن المصالح المتبادلة لها الأولوية المُطلقة مهما كانت الخلافات.
وقد عبّرت ( كونداليزا رايس ) _مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومى _ عن حقيقة التعاون الفرنسي الألمانى مع واشنطن، حين قالت:"إن فرنسا
وألمانيا وكل دول أوربا هم حلفاء منذ زمن طويل وسيبقون كذلك".
*فلا يخدعنّكم مايبدو ظاهراً من خلاف حول مايتعلّق بالسطو الأمريكى الأوروبى على العالم العربى..فهم لن يكونوا معنا أبدأ..إنه تحالف أبدى ضد العرب والمسلمين فى مقابل أن تبقى لهم سطوتهم ومصالحهم .
____________________
حامد حبيب_مصر(٢٠٠٥م)