الحياةُ الاقتصاديةُ والاجتماعية "٣"
عند الجرمان
حامد حبيب
مارس الجرمان بعض أعمال التجارة عبر استخدام المقايضة بالسلع المختلفة.
و هم ليسوا من
الشعوب الزراعية ، لأنهم
يعتمدون فى غذائهم
بشكل أساسى على اللحوم والألبان
، وإن مارسوا
الاشتغال بالزراعة فى الأراضى
القليلة الصالحة لها،
والتى يقوم رؤساؤهم بتوزيعها عليهم لمدة عام واحد
، بحيث ينتقلون
منها لمكان جديد فى العام التالى،
حتى لايتعودوا على العيش في مكان واحد للأبد
، وخوفاٌ من فقدانهم لحماستهم
القتالية.
ولما كانت عنايتهم مُنصبّة نحو زراعة القمح
فقط ، فقد انقسمت
السنة عندهم لثلاثة فصول هى : الشتاء والربيع والصيف فقط .
وبُنىَ السلّم الاجتماعى
على مجموعة من العبيد والأرقّاء،وكان يتعيّن على كل عبد أن يدفع لسيّده
قدراً من الحبوب وعدداّ
من الماشية ، وكان السيد يعامل
عبده بأسلوب جيد ولايجبره على
الأعمال الشاقة ، إلا إذا
زاد غضبه عليه
قد يقتله ، كما قام
بعض الأشياء بتحرير العبيد التابعين لهم.
كما كانوا يلعبون
النرد من خلال مقامرات
تستمر لدرجة أن
الواحد منهم قد يقامر حتى
على حريته الشخصية
، بحيث يسترق الرابح خصمه الخاسر،
أى يصبح الخاسر من رقيق
الرابح ، وجرت
العادة
أن يقوم الرابح ببيع الخاسر حتى يتخلّص
من الخزى الذى يجلبه هذا النوع من الربح.
وكان الجرمان يشتهون
الاحتفالات ، فيسهرون ويمرحون ،وكانوا يحبون الرقص
و يمارسونه وهم عُراة
بين السيوف والحِراب المُشهَرة
فوق رؤوسهم فى جو من الفرح والسرور.
____________
حامد حبيب_مصر