حامد حبيب
الهند... أرض ُ العجائب ٨" _ السُّلطانة رضيَّة _
"India.. Wonderland"
_ السُّلطانة رضيَّة _
كان (التمش) قد أوصى
قبل موتِه بالمُلك لابنته
(رضيّة) دون أبنائه الذكور لعدم جدارتهم بالحكم ...
لكنّ رجال البلاط مالبثوا أن عهدوا بالمُلك إلى الأمير
رُكن الدين (فيروز شاه)
أحد أبنائه ، لتنتهز
(شاة تركان) فرصة انصراف
ابنها السلطان الجديد إلى
الاستمتاع بمباهج الحياة
وملذّاتها ، فاستأثرت بتصريف شئون
البلاد فى استبدادٍ
أدّى إلى إثارة ثائرة الأُمراء فى
المنام ولاهور وغيرهما ، وجرى فى
خاطر أم السلطان المستبدّة أن تكون الأميرة( رضيّة
من وراء خروج
الأُمراء عليها ، فحاولت فى وسط
هذه الاضطرابات أن
توقع بها ،
لكن تآمرها باء بالفشل ، فقُضىَ عليها وعلى ابنها.
والتفَّ الأُمراء حول
السلطانة (رضيّة) من
جديد
وأجلسوها على عرش أبيها ، فاستطاعت
بما أوتيت
من حُسن السياسة والحزم أن تُرغم أُمراء البلاد على
طاعتها.
ومن غرائب المفارقات أن صادف حكمها بالهند
تولّى
(شجرة الدر) قاهرة الصليبيين الحُكم فى مصر.
لكن السلطانة( رضيّة) قادت حملات
عديدة بنفسها
وقضت على عصيان الأمراء من المسلمين والهنادكة.
وكانت تجوب الأسواق فى ملابس الرجال ، وتجلس
إلى الناس تستمع إلى شكاواهم.
غير أنها قد غلبتها أنوثتها فتعلّق قلبُها بأميرِ الخَيل
فى بلاطها ، وكان عبداً حبشياً يُدعى (جمال الدين
ياقوت) ، فأثار ذاك حفيظةَ الأمراء
جميعاً ، فقتلوا
(ياقوت) ثم انقلبوا عليها
يقاتلونها بزعامة أخيها
(بهرام شاه).
وبرغم دهائِها ،
واستطاعتهِا أن تكسب
ودّ بعض القوّاد إلى
صفِّها ، إلّا أنّها
مُنِيَت بالهزيمة فى آخر الأمر ،فبينما
كانت تهيمُ على
وجهها فراراً منهم، وقعت فى أيدى عُصبةٍ من الهنادكة فقضوا
عليها.