جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
الهندتاريخحامد حبيب

الهند...أرضُ العجائب ٩" _كافور و خسرو ..والفساد فى الأرض_

 

حامد حبيب

  الهند...أرضُ العجائب ٩"   _كافور و خسرو ..والفساد فى الأرض_

 

                   "India... wonderland"

       _كافور و خسرو ..والفساد فى الأرض_

         -------------------------------------------

  حين  تقدّم ب (علاء الدين) السنّ ، انقاد  إلى  آراء قائده (كافور الحبشى) ، وكان كافور هذا من  حُثالةٍ

القوم ، وما  إن  مات  علاء  الدين ، حتى  ولِى  الأمر (كافور) الذى ساق البلاد إلى مايُشبه الحرب الأهلية،

إذ  أخذ  يعمل  على  إزاحة الأمراء الكبار من طريقه، إما بالقتل أو بِسَمل الأعين، فلم يسلَم من بطشه أحد

حتى (ملكه چهان)زوجة علاء الدين نفسه ،إذ جرّدها

من أملاكها وأموالها وألقى بها فى الحبس ،  ولم ينجُ

من  هذه المحنةة إلا الأمير (مبارك خان) الذى اكتفى كافور  بزجّه فى السجن. كما  أقصى كل من بقى من

رجال  (علاء الدين)  القدامى  وعهد  بوظائفهم  إلى أتباعه وبطانته. لكن (مماليك علاء الدين ) استطاعوا

بمعاونة أمير لهم   يُدعى  (ملك شير)  الفتك  بكافور وتخليص البلاد من شروره وعصبته ، فعهدوا  بالمُلك

إلى الأمير الخِلجى (مبارك خان) عام٧١٦ه/١٣١٦م.

بدأ ( مبارك شاه )  حكمه  بداية  طيبة ،فأطلق سراح المعتقلين ، وردّ   الأراضي   والأملاك   المغتصبة  إلى أصحابها ، ورفع كثيراً من الضرائب عن كاهل التجار.

قام بعد ذلك بتوجيه قائده(خسرو) إلى "المجرات"و

"الدكن"للقضاء على الثورات التى نشبت هناك، فأنزل

بهم مذبحة قاسية وغنم كثيراً من الأموال والكنوز.

على   أن   السلطان   الجديد   (مبارك شاه)  سرعان ماانغمس  فى  الشهوات  إلى  درجة  أن  اتّخذ لباس النساء وخرج به فى  الطرقات ليواصل  مجنونه فى

دور الأمراء،بل كان يُحرِّض مَن فى صحبته من بنات

الهوى على معابثة كبار الأمراء الذين  كانوا  يُرغمون

على مجالسته بالبلاط.

فلما تمادى فى هذا العبث، وثب عليه قائده (خسرو)

فقتله  وجملة  من  الأمراء الخلجيين ،  وبموت  هذا

السلطان انتهى حكم الخِلجيين،وجلس(خسرو) على

العرش عام٧٢٠ه/١٣٢١م،وتلقّب ب(ناصر الدين)،وكان

من أصل هندوكى وضيع.

ومالبث  السلطان  الجديد (خسرو)  أن  أطلق  أيدى أتباعه فى البلاد يعيثون  فيها فساداً ، فنهبوا  الناس

وانتهكوا الحرمات وأشاعوا  الظلم ، ولم   يترك   هو نفسُه  أىَّ أميرة  من  زوجات (علاء الدين) و (قطب الدين  مبارك  خان)  وبناتهما  إلا وقد  استحياها  ثم خلعها على بعض أصحابه ، كما اغتصب أموال الدولة

لشراء تأييد كبار الدولة له.

وهدف(خسرو)إلى إحياء واسترجاع  مجد  الهنادكة

القديم،فجمع حوله عصبةً من مواطنيه عاهدوه على

المُضىّ معه فى هذا الأمر ، فراحوا  يحطّون من قِيَم

الإسلام  فى  استهتار  وجرأة  بالغة ، حتى  اقتحموا المساجد وأقاموا بها  أصنامهم وأوثانهم  بها وجعلوا

من المصاحف قاعدة لها.

أثار  سلوك (خسرو) وقومه  ثائرةَ  الأُمراء العلائيين

وأتباعهم، فيعثوا مِن فورهم بأميرٍ منهم يُدعَى(فخر

الدين جونه)  إلى أبيه (غازى ملك تُغلق) مستنجدين

بهذا  القائد  الحازم  صاحب  الفضل  الأكبر فى  دفع المغول عن سلطنة دهلى.

وخرج   (تُغلق)   وسارع   جميع  الأمراء   بالانضمام بجنودهم  إليه  فى  زحفه  صوب العاصمة، ولم يُغنِ

(خسرو)   مابذله   من   أموال  كثيرة  لشراء   الجند

والقائدة إلى صفوفه ، فأصيب بهزيمة حاسمة انطلق

على  إثرها  هائماً  على  وجهه  ليختفى  فى  مقبرة، ولكن مطارديه  مالبثوا  أن قبضوا  عليه  وعلى أخيه

وقُتِلا فى آخر رجب من عام٧٢١ه/١٣٢١م.

وهكذا  أنقذ (غازى ملك تُغلق)  مُلك  المسلمين بالهند من المغول ومن خسرو وأعوانه ، واستقبلت  المدينة

مُنقذها  استقبالاً  منقطع   النظير ، ثم  عرضت  عليه العرش فلم يقبل إلا بعد أن تأكّد  أنه  لايوجد  وريث

شرعى   من   صُلب  السلطان  (علاء الدين الخلجى) ولىّ نعمته.

وبعد  أن  تأكد  من  عدم  وجود وريث شرعى،ارتقى عرش "دهلى" فى شعبان من عام ٧٢٠ه/١٣٢١م  باسم

السلطان(غياث الدين تُغلق)، وهو تركى الأب .

________________(نواصل...إن شاء الله)


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *