حامد حبيب
مِصرُ عبرَ الأزمان "٨"
= الدولةُ الوسطى=
فى العهد الانتقالي الأول الذى شمل من الأسرة
السابعة حتى العاشرة
فيما بين (٢١٨١-٢٠٤٠ ق.م)
حكم مصر
ملوك ضعاف ،
وسادت الفوضى،
وانقسمت مصر
إلى عديد من الإمارات ، حتى
وصل عدد من حكموا مصر
سبعين فرعونا فى
الوجه القبلى
والبحرى.وقامت بين هؤلاء الملوك
نزاعاتٌ مستمرة
، حتى تدخّل
الآسيويون والليبيون ، ووقعت الدلتا فى قبضة الآسيويون
ووقعت أهناسيا
فى قبضة أسرتين
من أصل
ليبى ،
نزحوا إلى مصر
من ناحية الفيوم ، واغتصبوا الحكم
من الأسرة الثانية
المنفية،
وأسّس هذه الأسرة
،الملك(خيتى الأول) وكانت
له سمعة سيئة فى
التاريخ ، وقام نزاع بين خيتى
الثالث وحاكم طيبة، بدأ
بعدوان جنود الملك خيتى
على العرّابة المدفونة
، وانتهكوا حرمات القبور
المُقدّسة ، مما أشعل
غضب الرأى العام ضد (خيتى
الثالث)وجنوده، لتتجلىّ
روح الشعب عند المساس
بمقدساته .
__________
ويأتي (منتوحتب الثانى) ليوحّدَ مصر سنة(٢٠٠٠ق.م
ويطرد الآسيويين من
الدلتا ، ويكسر شوكة الملوك الأهناسسين نهائياً، حتى سُمّى ب"مُوحّد الأرضين
وملك الوجهين البحرى والقبلى "..ويعيد
التجارة مع آسيا وبلاد بونت، ويفتح
النوبة مرّة أخرى.
_________
وجاء (أمنمحات الأول) _ مؤسّس الأسرة
الثانية عشرة_وكان يتسم بالمهارة
والدهاء ، وهو ما مكّنه
من إخضاع حُكام الإقطاع
لسُلطانه، وأن يقضى على
الفوضى التى عمّت
البلاد ونشر السلام فى أنحائها
فعاشت مصر فى عهده
عصراً من عصورها الذهبية.
وهو أوّل مَن أحضر
المعبود "آمون" الخفى ، والذى
لم يكن
معروفاً بين آلهة
الدولة القديمة ، وسمّاه
"آمون رع"
وجعله رب الأرباب ، ليصرفَ الناس عن
معبود طيبة، واتّخذ
"أتيت تاوى"فى "اللشت"عاصمة
جديدة له ،ليكون قريباً
من الشمال.
_وقد سعى
لحُكم البلاد حُكماً مُطلقاً ، ولكن مع قيام الثورة الاجتماعية، وظهور
الفردية والروح الديمقراطية، أحال دون
العودة للنظام القديم فى
الحكم المُطلق، والدليل
على ذلك ماوصل إليه حُكام
الأقاليم من قوة ونفوذ.
____________
وتولىّ ابنه(سنوسرت
الأول)العرش فى حياته،لكنه
انفرد بالعرش عام ١٩٦٢ق.م. فاهتم
بالعمران من
الإسكندرية حتى الجندل
الأول ، وأنشأ معبد عين
الشمس ، ومسلّة عظيمة مازالت قائمة حتى اليوم
فى المطرية، مُكوّنة من
كتلة واحدة من الجرانيت
الوردى ، منقوش عليها
اسمه . واستتبّ الأمن فى
عهده ،
وتوسّع فى عمليات
استغلال المناجم والمحاجر ، وساد
العدل. وجاء هذا النص المكتوب
على قبر (آمتى)حاكم
إقليم الوعل ، ليعكس مدى
ماكانت عليه البلاد ،
فيقول (آمتى):" إننى لم أظلم
أرملة، ولم أحتقر
فلاحاً ولاراعياً، ولم أُسخّر عُمّالاً
فى أى عمل ، ولم يُوجد
فقير فى أرضى ولا جائع
فى عهدى ، ولما جاءت سنى القحط قُمتُ بحرث
كل إقليم
الوعل إلى الحدود الجنوبية الشمالية ،
ولم يبقَ
جائعٌ فيها ، وأكرمتُ الأرمل
والزوجة
بدرجة واحدة ، ولم
أخيّر الغَنى على الفقير فى
كل ماقُمت ".
______________
وفى عام (١٨٧٨ ق.م)، ولى(سنوسرت الثالث)_أحد
أعلام التاريخ_باعتباره
رجل حرب وإدارة ممتاز، إذ
أخضع بلاد النوبة
تماماً لسُلطانه ، وجعلها جزءاً من
مصر بصفة
نهائية ، وأعاد شقً
الترعة التى كان
(أونى) قد أنشأها فى
الدولة القديمة بين صخور
الشلال الأول، سُمّيت
باسم"طريق سنوسرت الجميل
وشيّد قلعة كبيرة
بُنيَت على ربوة، مازالت باقية، بل
بلغت عدد
القلاع التى بناها فى
بلاد النوبة أربع عشرة قلعة ، وأقام
بها معابد الصلوات . كما حفر
قناة فى شرق الدلتا تصل
بين النيل وخليج السويس
عن طريق
وادى ةطُميلات والبحيرات المُرّة،
وهى أقدم ةمحاولة لربط البحرين :
الأبيض والأحمر، لتسهيل التجارة مع
لاد بونت"الصومال".
_وقد حكم أربعاً وثلاثين سنة، ولما تقدّم به السِن
أشرك ابنه(امنمحات
الثالث) ، الذى ابتكر نظاماً للرّى
فى الوجه البحرى فى
منخفض الفيوم، حيث اتخذه
خزاناً للماء ، ولاتزال
بحيرة قارون آية عليه. وبنى
قصراً عظيماً ، أطلق
عليه اليونانيون اسم
قصر
"اللابيرانت"،
وكان طوله ألف قدم وعرضه ثمانمائة
واستعمل معهداً دينياً
وإدارياً ، وضمً حجرات بعدد
أقسام مصر، فى كل
مجموعة منها تماثيل آلهةالقسم
المنسوبة إليها.
_________________(سنواصل
إن شاء الله)
مَن وَعَى التاريخَ
بِصدرِهِ أضافَ أعماراً إلى عُمرِه
_____________________________________
حامد حبيب _مصر
