_______( الهِكسوس ...وكفاح أُمراءطيبة)__"١٠"
حامد حبيب
فى عام (١٦٧٥ ق.م) احتل الهكسوس مصر ، وهم
ملوك رُعاة جاءوا
من آسيا ، واتّخذوا "أواريس"
_صا الحجر_ بالشرقية،
عاصمةً لهم . وقد كان عدد
ملوكهم (٤٣ ملكاً)
، وكان هناك قسم من المصريين
يحكمون فى طيبة ، انتهى
حكمهم بطرد الهكسوس..
وقد مثّل هؤلاء جميعهم ، الأسرة
السابعة عشرة ، التى امتدّت من(١٦٥٠_١٥٦٧ ق.م).
_وقد ظهرت
بوادر الثورة المصرية
ضد الغُزاة
_الهكسوس_بمجرّد أن ضعف
حكام الهكسوس ، إذ
انتهز أمراء
طيبة الفرصة وأشعلوا نيران الثورة،
ودخلوا فى سلسلة من
المصادمات ، وبدأت الثورة
لأول مرة فى عهد (أبو
فيس الثالث) الهكسوسى ،
الذى رأى أن حاكم
طيبة(سكننرع) بلغ من القوة حداً أصبح فيه يشكل خطراً على الهكسوس،
فأرسل
إليه يثيره ويتحداه،
ليدفعه إلى القتال، وكان ذلك
فى عام(١٦٠٠ ق.م)،
فقبل(سكننرع) التحدى، وخرج
على رأس جيش لمحاربة
الهكسوس، ونشبت معركة
حامية، سقط فيها حاكم
طيبة شهيداً.
_بعد وفاة
(سكننرع) ، خلفه ابنه (كاموس)بتشجيع
من أمه الملكة(أياح
حتب)، والتى اعتبرها المؤرخون
بأنها روح ثورة
الاستقلال . وقد أراد الهكسوس فى
حربهم مع كاموس، أن
يضربونه من الخلف ، فألّبوا
عليه حكام النوبة ،
فاضطرّ كاموس أن يدَع الحرب
مع الشمال ويتّجه إلى
الجنوب ،فتغلّب على النوبيين
وأخمدَ ثورتهم ، ثم
استأنف جهاده ضد الهكسوس
وواصل زحفه
نحو الشمال ، واستطاع أن يُخلّصَ
مصر الوسطى ،
وامتد ملكه حتى الأشمونين،لكنّ المنيّة لم
تلبث أن عاجلته ، فخلفه أخوه
(أحمُس)
عام(١٥٨٠ ق.م) وواصل
مهمة أخيه،فطارد الهكسوس
حتى أخرجهم من عاصمة
ملكهم "أواريس" وتعقّبهم
خارج مصر حتى قلب
فلسطين ،فى بلدة"شاروهين"
ثم عاد إلى طيبة
مُتّخذاً منها عاصمةً لحكم البلاد ،
وليؤسّس الأسرة الثامنة
عشرة.
_ولم تكن
إقامة الهكسوس فى مصر بغير فوائد ،
فالتاريخ يُسجّل
لهم إدخالهم أسلحة جديدة من
أدوات الحرب ،
كالخناجر و السيوف و
الأسلحة
البرونزية والأقواس
المُركّبة الآسيوية، كما تطوّروا
بِفَن تحصين المُدُن
الذى كان يفوق ماألِفَه المصريون
من قبل.
_ولكن كان أثرهم
الأكبر، فى إدخال الحصان والغربة
التى تجرّها الجياد "العجلات الحربية"
، والتى برع
المصريون فى
استخدامها فيما بعد، وخاضوا بها
معاركهم التى أتت بعد.
_وهكذا استطاع
حكام طيبة والشعب المصرى أن
يتخلّصوا من
فترة استعمارية عصيبة حكم
فيها
الغُرباء مصر ،
ولِتُنبّه أن الإنقسام الداخلى والتنازع
على السلطة ، باستقلال
كل حاكم بإقليمه، ليس أبداً
فى صالح البلاد ، وأنّه
يقود إلى ضعفٍ يُغرى الأعداء
بالغزو
والاحتلال..........ومامِن احتلال إلاّ وكانت تلك
عوامل إغرائه وتجرّؤه
على التدخل فى شئون البلاد
_تبقى فى التاريخ دروس
كثيرة مُستفادة ، علينا أن
نتعلّم منها ، حتى
لاتتكرّر مثل هذه المأساة وغيرها.
______________________________________
مَن وَعَى التاريخَ
بصدرٍه أضاف أعماراً إلى عمره
______________________________________
حامد حبيب_ مصر