جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

حامد حبيب

هل التاريخُ يكذب ؟

حامد حبيب

  بدايةً،فإنَّ الذين يكتبون التاريخَ بشرٌ ، ومِن هؤلاء البشر من يكذب ويُزيّف الحقائق أو يُخفى بعضها ،

أو تغيبُ عنه بعض الحقائق ، أو لا تتوافر لديه الحقيقةُ كاملة ، أو تتغلَّبُ عليه العاطفة والتعصُّب،

أو يكتب بما يتماشى مع أهواء وأغراض السلطة

أو خوفاً من بطش السلطان .

فكثيرٌ من الدّول يكذب ، فيكذب التاريخ على لسان

المنتمين لتلك الدول ، المؤمنين بمبرراتها وأغراضها

فهم مع الأسباب والدوافع والمبرّرات التى أطلقتها

دولهم ،كما هو الحال مع دول الاستعمار ومؤرّخى

هذه الدول، لقهر الدول الضعيفة،كما تفعل أمريكا

مع دول العالم الثالث وموقفها ومبرراتها تجاه

إسرائيل، ومبرراتها فى التدخل فى شئون بعض الدول والضغط عليها، وماحشدته أوربا من أكاذيب

أثناء حملاتها واحتلالها للدول التى وقعت تحت يديها، من أكاذيب ضد الوطنيين والزعماء العرب

المدافعين عن بلادهم وحقوقهم، والمحاكمات الظالمة ضدهم، كما فعلوا مع جميلة بو حريد ورفاقها ، وعمر المختار وأحمد عرابى وغيرهم...

نحن نكتب تاريخاً ، وهم يكتبونه تاريخاً آخر...نفس

التاريخ يقرأه الغربى ويُصدّقه، بينما هو لدينا كذِب..

ونتكب تاريخنا، لايصدقونه،فهو لديهم كذب.........

المشكلة ليست فى القارئ، بل فى مُزيّفى التاريخ.

حتى فى الاكتشافات والاختراعات،ينكرون فضلنا

فيها، وينسبون الكثير منها لعُلمائهم ومفكريهم،

ويخفون كثيراً من الحقائق.

أيضاً..الذين يكتبون للسينما ،يكتبون قصصاً فى الغالب مُلَفّقة، يُصدّقها المشاهدون ويعتبرونها حقيقة تاريخية ، وفى كتب التاريخ التى يدرسها

الطلاب فى أنحاء الوطن العربى ، تسلك رضا السلطان ، وتوجهات السلطة ، ومَن نُخفِض من شأنه

ومن نُعليه، وماالذى يجب أن نشيد به، ومن نخسف به الأرض ونجعله فى الأذلّين ، وماهى الإنجازات التى يجب أن نُبرزها، وما الإنجازات التى نُقلّل من شأنها..ومن الذى أخلص للوطن ووضع فى أفكاره

سبل الخلاص، فنتهمه بالخيانة، ومَن أخلص للسلطان، فهو المفكر الوطنى العظيم.فى التاريخ

أناسٌ تبدو أبطالاً ،وماهُم، وأناسٌ همُ الأبطالُ الحقيقيون، تخسف بهم أقلام التأريخ.

_مادام التاريخُ يكتبه بشر ، فتوقّع:

(الكذِب_التعصُّب_الأهواء_الأغراض الخفيّة_خشية

السلطان_التقرُّب من السلطان......وغيره).

_أشياء كثيرة دفعتنى للحديث عن ذلك،منها اكتشاف الأمريكتين مثلاً، ووصف صلاح الدين الأيوبي بالسفّاح، وهذا وصفٌ عربى،لا أجنبى له.وحكاياتٌ أخرى كثيرة.

_مالذى ينبغى علينا تجاه تلك التناقضات التاريخية،

إلاّ أن نتّقى الله فى التدوين التاريخى، كلمة حق

لله وللأجيال..فسيحاسبنا الله على ذلك...أن نتعمّق

فى دراسة التاريخ دراسة فيها من التأمل والصبر

والبحث عن الحقيقة بكل حيادية(لاتعصُّب_لاأهواء

_لارغبة فى كسب رضا سلطان أو خشيته)....لابد

من الربط العميق الواسع بين الأحداث وكشف الدوافع والأسباب...لابُد من الرجوع أيضاً لترجمة

ردود فعل المجتمع، وأن نأخذ فى الاعتبار المُنتَج الأدبى، من قصة ومسرح وشعر ومقالات نتتبّع من

خلالها نبض الشارع تجاه الأحداث، فلانهمل هذا

الجانب الذى يمثّل ترجمة حقيقية للمجتمع والواقع

بصوره المختلفة..نتتبّع موقف الشارع العربى من

القرارات والقوانين وطبيعة الحياة التى يعاصرها

على الجانب السياسى والاجتماعى والاقتصادي

وخلافه.

أن نكتب التاريخ من منطلق ضميرى،بلا تحيّز لفئة دون فئة، أو حزبٍ دون حزب، فلانظلم قرارات

سيادية هدفها حماية وأمن الدولة،أو قوانين تضبط السلوك، أو تصُب فى صالح الدولة والمجتمع، ولانظلم مطالب جماهيرية تشتاق لحياةٍ حُرّةٍ كريمة

وعدل ومساواة ، ولانظلم أحداّ ، إن كان فى وزارة أو موقع مسئولية، ولانظلم أحداً كان يقاوم

بفكره انحرافات معادية للجماهير.

_التأريخ...أفضل مايكون ، أن يكون ميزان عدلٍ

للجميع، لأنه ينطبع فى أذهان الأجيال، بل ويُقَرّر عليه دراسته، فى مدرسة أو جامعة.

_التاريخ أمانة...لذا يجب على المؤرخين التزام

الأمانة، التى هى مسئولية فى أعناقهم إلى يوم الدين.

_إن كثيراّ مما نقرأه فى كتب التاريخ ،خاصة الكتب

الجامعية ، لانصل منها إلى حقيقة..إنها مجموعة

منقولات على لسان فلان وفلان، وقيل وقال.....

مجموعة من المتناقضات التى لاتصل منها لنتائج..

وبالتالى تبقى مسائل التاريخ بلاحل، بلا نتيجة،

بلا حقيقة...فلم يجتهد_مثلاّ_الأستاذ الجامعى أن

يسبر غور الحقيقة، ويقدم لنا نتائج نبتغيها،اللهم

إلاّ بعض الباحثين المجتهدين الذين كان ذلك دأبهم

..فكثيرٌ من الكتب الجامعية فى التاريخ،حشوٌ يثير

الملل، وتتشابه الكتب، لأنها أخذت من نفس المصادر

ذاتها، ولم تتوسّع فى البحث والدراسة العميقة.

_فى النهاية ،تسأل الطالب عن حقيقة،تجد الرد:

فلان قال كذا، وفلان قال كذا، والآخر قال كذا.....

                      أين الحقيقة ؟


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *