_____(من أجل نهضة تعليمية)__
لاشئ يهدم وطناً كرداءة التعليم فيه،ولم تسوء أحوالنا إلا بعد أن أسأنا التعامل معه.
_لو نظرنا لكل دول العالم المتقدم،سنجد أن
نهضتها
بُنِيَت على أساس من تقدير العلم والعلماء.
_ولم نصل إلى مانحن فيه إلاّ رغبة من الجهات
السلطوية لتعمّّد تجهيل شعوبها،فلايبقى لديهم
رصيد من علم ولاثقافة يواجهون به تلك الجبهات
السلطوية،فهم يريدون قيادة شعوب عمياء ،خرساء.
_لذا فإنَّ إلغاء فقرات التعبير من الامتحانات
،وعدم
ممارستها مع المدرسين ،حتى يعجز جيل الطلّاب
فيما بعد عن أن يكون منهم الصحفى النبيه،
والخطيب اللبيب،ونصبح جيلاً متلعثماً لايجيد
التعبير.
_إلاعتماد فى الامتحانات على الاختيارات ،يؤثِّر
سلباً على ملكة الكتابة،ويُضيِّق مساحة التفكير .
_الغاء القصص ،يؤثِّر سلباً على توليد الخيال
وتطويره لدى الطلّاب.
_إلغاء المحفوظات من نصوص شعرية ،يحرم الطالب من
الذائقة الشعرية،فلا يكن لديه رصيد
شعري يمنحه قوة فى لغته،وفهمه
للمعانى،والاستشهاد به فى مواقف مختلفة.
_عدم اهتمام بتدريس مادة الدين وحفظ القرآن
يحرم الطالب فهم معانى القرآن وتفهُّم
دينه،ويحرمه
الفصاحة ،وحبه للغته،والاستهتار بها.
((مازلنا نحفظ مئات الأبيات الشعرية التى كانت
مقرّرة علينا فى المراحل التعليمية المختلفة،وهى التى كانت وراء محبتنا للغة
والشعر وتعميق فهم المعانى لدينا..وكان شيوخ القرآن لهم الحصة الأولى فى مدارسنا
فى بداية السبعينيات ،فحفظنا القرآن والأشعار،وكانت هناك إذاعة مدرسية لها قيمة
....
ومجلات مدرسية كنا تكتب فيها ونعبّر عمّان
نريد..
وكان هناك نشاطاً مسرحيّا يعتمد على ماندرسه فى
القصص المقررة أو التاريخية المقررة،ويقوم المدرس المسئول بتحويل هذه الحكايات
التاريخية
لعمل مسرحى ،وكنا نحن الطلاب أبطالاً
للعمل،ونقوم بعمل" بروفات"عليه،وبالتالى يتم ترسيخ التاريخ
فى أذهاننا وننفعل بمواقف تؤثّر فينا سلباً أو
إيجابا.
وكان للمُدرّس قيمته واحترامه..كنّا نحترمه
ونهابُه
..كان تعليماً يبنى وطناً،لاتعليماً
إسميّا،عندما يفشل
وزير فى مشروعه يمتص غضب الأهالى،بأن يكافئهم
بنجاح أولادهم جميعا،من اجتهد،ومن كان يلعب بالكلاب فى" الخرابة"ولم
يعلم الألف ولا الياء
كلهم ناجحون..من يقرأ ومن لايقرأ.من يكتب ومن
لايعرف .من يجتهد ومن باع كتبه لمشترى الروبابيكيا ...كيف يصل الوطن لبر الأمان ،لمحطات
التنمية..للتقدم ،وجيلٌ جهول يقوده ،يصرف فيه
الطبيب للمريض دواءً يُصرَف للكلاب ،لأنه دخل
كلية طِبّ بمال أبيه،وهكذا فى كافة التخصصات،ممن كانت لديهم قدرة الدفع للكليات
الخاصة،وأن يُحرم البسطاء من حقوقهم الجادة فى التعليم))
___________
*تلهمنى تلك البدايات "روشتةالعلاج"من
أول السطر
عند وصية(عُتبة بن أبى سفيان)فى العصر الأموى،
حين أوصى (عبد الصمد)مؤدّب أولاده قائلاّ:
"ليكن أوّل ماتبدأ به،نفسَك..فإن أعينَهم
معقودةٌ بعينك،فالحُسن عندهم مااستحسنت ،والقبيحُ عندهم مااستقبحت ،وعلّمهم كتاب
الله...ثم روِّهم الشعر أعفَّه،ومن الحديثِ أشرفَه،ولاتُخرجهم من علمٍ إلى غيره
حتّى يُحكموه،فإنّ ازدحام الكلام فى السَّمع مضَلَّة للفهم..وكُن لهم كالطبيب الذى
لايُعَجّل
بالدواء قبل معرفة الداء..وروّهم سِيَر الحكَماء
وأخلاق الأدباء.."..وفيه تركيزه على القرآن
والشعر،
لأن القرآن يُمَرّن اللسان على الفصاحة،ويُفسح
الطريق للأديب فى اختيار صوره ومعانيه،وانتقاء ألفاظه وصوغ عباراته...وتعلُّم
الشعر بعد كتاب الله
لإتقان الفصاحة والبلاغة،ففى رواية الشعر قيَم
ومنافع كثيرة ،لما فيه من الألفاظ الغريبة واللغات المختلفة.
*وتلخَّصت وصيّة ل(هارون الرشيد)لمُعلّم ولده،فى
عدة نقاط،وكأنها منهج تعليمى،فى الآتى:
_اليدء بإقراء المتعلّم القرآن .
_تعليمه الآثار،والأخبار،والسُّنَن ورواية
الأشعار.
_اغتنام الوقت واستثماره فى تعليم ماينفع.
_الاهتمام بالجانب السلوكى.
*هذا فيما يخص البدايات الصحيحة،ولكن لن يتأتى
ذلك إلا بعد أن يتولّى التعليم فى بلادنا من هم
على قدر المسئولية..الذين يريدون تعليماً صحيحاً ووطنا
تعلو راياته خفّاقة ،وليس تعليماً تجارياً
يُسقِطُ من
حساباته السلوكيات الصالحة والقيم وحرية التعبير
ويُشوّه الضمائر، ويُعيدُ النظام الطبقى من جديد
..
بحرمانه للبسطاء من أن ينالوا حظوظهم كما ينبغى
من تعليم يقودهم لتولّى المسئوليات فى المستقبل.
وقد قال شوقى:
فعلّم مااستطعت لعلّ جيلاً
سيأتى يُحدِثُ العجبَ العُجابا
ولاتُرهِق شبابَ الحىِّ يأساً
فإنَّ اليأسَ يختَرمُ الشَّبابا
_____حامد حبيب. مصر
صلاح عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬