جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
أماكنتاريخمحمود كعوش

جزء من بلدة "ميرون" عام 1939

 

جزء من بلدة "ميرون" عام 1939

بلدة "ميرون" التي احتلها الصهاينة وهدموها إثر نكبة عام 1948 ولم يتبقّ منها سوى الأطلال

ميرون - الجليل الأعلى - فلسطين المحتلة

مسقط رأس العائلة الكعوشية، ما أروعك!!

 

"ميرون" هي بلدة فلسطينية مُحتلة تقع غربي مدينة صفد التي تبعد عنها قرابة عشرة أكيال. أنشئت بلدة "ميرون" فوق كتف السفح الشرقي لجبل الجرمق على ارتفاع 750 متراً فوق سطح البحر، ويمر وادي ميرون في جنوبها. أُطلقت على ميرون تسمية "البلدة العائلية" أو "القرية العائلية" لأن سكانها ينتمون الى عائلة واحدة هي عائلة كَعْوَشْ "ka3wash". دمرها الصهاينة في عام 1948 وطردوا سكانها وأقاموا على أنقاضها ما أسموه قلعة (ميرون) ومنحوا اسمها في ما بعد لجبل الجرمق فبات يُعرف باسم "جبل ميرون".

 

أنا ابنُ الأربعينَ!!

أنا ابنُ الأربعينَ، ولم أزل "الغريبْ"!!

الوهمُ يَعْوي بينَ جَنْبَيَ ويعصفهُ النعيبْ

ويضجُ يومُ الأمسِ في الأبوابِ بالقولِ المريبْ

وتدورُ أوسمةٌ مُخَضَّبَةُ الجِباهِ بلا مُجيبْ

ويعودُ مجهولُ المرافئِ قاربٌ يبكي القريبْ

وتموتُ أهدافُ القصيدِ بِذَيْلِ قافيةِ الحبيبْ

وتجفُ أُغنيةٌ على شَفَةٍ يأكلُها المغيبْ

وأظَلُ ألتحف الرصيفَ وأحتسي صمتَ الرَّقِيبْ!!

 

ملاحظة: أنا ابنُ الأربعين يعني أنا ابن نكبة فلسطين لعام 1948 الذي يعتبرني معظم العرب في حِلي وتِرحالي "غريباً"، وسأبقى على ما يبدو غريباً إلى أن تُحررَ أرضي المغتصبة وأعود إليها معززاً مكرماً !!!!

******

******

عفواً فلسطين (1)!!

...........................

هذي السنونُ أناخَ الخطبُ كلكلها ... بالحادثاتِ وبالأطمارِ تَعْتَمِرُ *** تبكي الصراحةَ نفسي في ذرى ألمي ... وأرتمي عندَ أعتابي وأنتظرُ *** غفواً فلسطينُ فالأوطانُ مهزلةٌ ... وللفطينِ بهذا القولِ مُدَّكَرُ *** يدُ الخيانةِ ما زالتْ كما سلفتْ ... تنسابُ بينَ جيوبٍ لفها الحذرُ *** وفي الرؤوس عقولٌ تحتطبْ هوساً ... وفي الملمَّاتِ في أحكامها نظرُ *** وكلُ كفٍ تمادتْ في غوايتها ... في الأربعينَ تعودُ اليومَ تفتخرُ *** تدورُ خلفَ شعاراتٍ مُلفَّقَةٍ ... فما أظلوا رخيصاً رغوَ ما استتروا *** تجمعَ الشرُّ مسنوداً بذي صَلَفٍ ... يَحثُّهُ ويُغذيهِ ويعتذر *** ففي العهودِ وفي التاريخِ تجربةٌ ... الشرُّ للشرِّ لا للخيرِ ينتصر فكيفَ ترضى وجوهاً في تقلبها ... لفوا إليكِ وثانٍ عندكِ الخبرُ ؟ *** عفواً فلسطينُ إني لستُ مُدَّرِعاً ... بفارغِ القولِ لما داهمَ الخطرُ *** فَثَمَّ مهزلةٌ تجتاحُ عالمَنا ... ثُمَّ التَفَرُّقُ والأعداءُ تنتصرُ

عفواً فلسطين (2)!!

............................

يدُ الخيانةِ ما زالتْ كما سَلَفَتْ ... تنسابُ بينَ جيوبٍ لَفَّها الحذرُ *** وفي الرؤوسِ عقولٌ تحتطبْ هَوَساً ... وفي الملماتِ في أحكامِها نظرُ *** وكلُ كَفٍّ تمادتْ في غِوايتِها ... في الأربعينَ تعودُ اليومَ تفتخرُ *** تدورُ خلفَ شعاراتٍ مُلَفَّقَةٍ ... فما أظلوا رخيصاً رغمَ ما استتروا *** عفواً فلسطينُ فالأوطانُ مهزلةٌ ... وللفطينِ بهذا القولِ مُدَّكَرُ

صرخة ثورية (3)!!

..........................

اقمعيني...عذبيني إن في ذاتي روحاً تتمزق *** ودمي عِبْرَّ جِراحاتِ حزيرانَ تَدَفَّقْ *** وانزوى التاريخُ أعمىّ يَلِجُ البحرَ ليغرقْ *** وأساطيرُ جَدْوِي بُعِثَتْ مِنْ غَيْرِ بيرقْ *** تحفرُ الذُّلَّ نقوشاً في عروشٍ تتمارَقْ *** وتحوكُ العارَ تيجاناً لِهامٍ يَتَمَشْدَقْ *** أنا أهواكِ ولا أهوى سِوى حرِّيَّتي *** اقمعيني...عذبيني أنا ثوريٌّ أُغنيِّ ثَوْرَتي !!

ملاحظة: تتمارق فعل مشتق من مارق ومارقون، فنقول: "نظامٌ مارق أو عرشٌ مارق أو حاكم مارق أي شمولي ومستبد، ونقول دول مارقة وحكام مارقون".



القرية العائلية!!

اعتماداً على "موسوعة بلادنا فلسطين لمصطفى الدباغ" أطلق على بلدة ميرون اسم "القرية العائلية" لأن سكانها ينتمون لعائلة واحدة هي عائلة كعوش، التي يعود نسلها الى "عرب كعوش" وهم من آل فضل الذين يعودون لآل الفاعور في الجولان.

وتقع ميرون في الغرب من صفد، وفي نحو منتصف المسافة بين قريتي السموعي والصفصاف. تحتها الى الشرق سهل جميل أكثر انخفاضا من السهل الواقع باتجاه الجش، وينزح الى الجنوب الشرقي الى وادي ميرون الذي تنتهي مياهه في وادي الطواحين ووادي الليمون في الجنوب الغربي من صفد.

ترتفع ميرون 700 متر فوق سطح البحر، ووصلت مساحة أراضيها في تلك الفترة الى 31 دونم، أما أراضيها الزراعية فقد وصلت الى 14114 دونما منها 49 للطرق والوديان، وبها 200 دونم زيتون تحيط بها أراضي قرى عين الزيتون والصفصاف والسموعي، أما الاسم فهو تحريف (ميروم) بمعنى المرتفع.

في أربعينات القرن التاسع عشر ارتبطت بلدة ميرون بجارتها بلدة بيت جن بعلاقات قوية ومتينة، حيث تشكلت علاقات بين أهل البلدتين تعدّت الصداقة والجيرة الحسنة الى المشاركة في الدفاع المشترك للذود عن الأرض والمظلومين عند الشدائد، وترافق ابن ميرون الزعيم محمد العبد كعوش مع ابن بيت جن الوجيه علي يوسف الأسعد رحمهما الله.

وكما نقل مسعد خلد فإنه حدث يوما ان عاد الأسعد من عمله في الأرض، وإذ برسول يناوله رسالة من صديقه كعوش كتب له فيها: "إيدك في الكتاب، وإجْرَك في الركاب ولا ترد جواب!" فركب فرسه الأصيلة وغادر قلقا متوجسا وعلى تو الحارك، متجها الى (مَرون) دون أن يعلم أحدا بالموضوع. وحالما وصل دخل الديوان ليجده عامرا بالموجودين من أهل البلدة، بينما رفيق دربه كعوش يجلس في صدر الديوان، وقام متجها نحوه لاستقباله ببشاشة وترحاب، فاستغرب الأمر وتلقاه بالسؤال عن الخبر، فطلب منه الجلوس والاطمئنان، فالموضوع ليس عاجلا كما دلّ الكتاب!

- الموضوع مِش عاجل؟! لكان ما صار الغلا! وليش فزعتني؟!!

- أقعد يا رِجّال، وإهدا! إسّا بحكيلك من طقطق لسلام عليكم.

- إحكي!

- القصّه وما فيها، أن جماعتنا في جث المثلث متنابصين مع بعض، ومولعَه بيناتهن، وقلت ما إلي غيرَك ترافقني اليوم قبل بكره، بلكي عالله نقدر نهدّي الوضع!

- بَس إنتي شايف إني لابس أواعي الوعر، حتى إنو قنبازي مْرقـّع، وكيف بدّك أواجه الناس؟

- لا تِـهكـَل هم هالشغلِه!

- وكيف؟!!

- ناسي انو قدرتنا نفس القدره؟ وهاي خزانة الأواعي قدامك!

وصلا بعد مسيرة ثلاثة أيام الى جت المثلث، وهي قرية تقع شمال طولكرم بين باقة الغربية وزيتا، ويذكر سكان جت ان معظمهم من "المقدادية" نسبة الى الصحابي المقداد بن الأسود- نزلوا في بادىء الأمر صيدا/سيدا شمال شرق طولكرم، ثم ارتحلوا منها الى باقة الغربية ومنها نزحوا واستقروا في جت، ووصل عدد سكانها عام 1945 الى 1120 نسمة وهو العام الذي جرت فيه هذه الأحداث.

وفي جت حيث معارف وأصدقاء محمد العبد كعوش، كانت الأجواء مكفهرة بغيوم الانتقام والتهديد والوعيد، بعد أن راح قتلى نتيجة الخلاف الناشب بين حمولتين. وباءت مساعي الشخصين للصلح بالفشل، وقبل أن يرحلا صرخ كعوش بقومه مؤنبا:"يا حيف عليكوا، ما بتحترموا الضيوف! وشو بدو يقول عنا هذا الدرزي؟"

ولما سمعوا قوله دهشوا وواتتهم حيرة، وطلبوا من الرجلين العودة الى دار المضيف بعد أن أبدوا موافقتهم على التنازل للطرف الخصم والاستعداد لوقف الاقتتال وبعدها يتم الصلح.

وفي المساء تململ الوجيه علي يوسف الأسعد في نومه، بعد ان دخلت أنفه رائحة دخان الكاز المحترق، وفتح عينيه واذ ببعض رجال يحملون فنايير ضوء، وقد اقتربوا منه يمشون على رؤوس أصابعهم، فلكـَش صديقه النائم ليقوم مذعورا، أما هم فحاولوا الهرب الا ان صرخة كعوش جمدتهم في أماكنهم. وعندما سألهم عن مقصدهم أجابوه بأنهم سمعوا بأن للدروز ذيل وأرادوا فحص الأمر عن كثب..وهذا ما يثبت ان (البعد جفى)!

ومن بين القصص التي يتناقلها الأهل في بيت جن والتي تلقي الضوء على الكرم والأخلاق والترحيب بالضيوف ما حدث مع زوجة مختار الحارة الشمالية المرحوم كنج قبلان.

- يا هلا بضيوف الرحمن، تفضلوا.. تفضلوا!


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *