من طقوس الاستسقاء (3)
هاني الهندي
يتوسلون إلى الله أن يجود عليهم بالمطر لينموا زرعهم، فهم يرضون بالقليل (تَيِطْلَعْ لو سَبَلْتِينْ) وتشرب مواشيهم.
يطوف الأطفال القرية، ويتوقفون عند مدخل بيت كريم وهم يرددون:
اِسْقونَا يا دارِ اْلْشِّيخْ وِاْلْمَيَّهْ عَليكُوا زِيحْ* ( *زيح: بمعنى كثيرة)
رُشُّوا بابْ دارْكوا تَيُحْرُثْ فَدَّانْكو
فيتناول أحد أفراد البيت كوبا من الماء ويرشقه على (الخرقة)، ويستمر التوسل:
يـــــا رَبِّنَا يا رَبِّــــنَا تْجِيبِ اْلْشِّتَا عَ بْلادِنا
وِاْحْنا اْطْفالكْ يا كريمْ وُاْلْطُفْ فِينَا يا رحيم
يا ربــي بِلِّ اْلْمَنْديلْ وِاْحْنا فُقَرا وِينِ نْشيلْ
يا ربي اْلْمَطَرْ وِاْلْسِّيلْ تَ نِسْقِي اْلْبَقَرْ وِاْلْخِيلْ
يا ربي مَطَرْ وِرْشاشْ تا مِنَّا نِسْقِي لِجْحاشْ
يا ربي مطر سيحاتْ تنَّا نِسْقِي اْلْشَّجَراتْ
فهو يتوسل إلى الله بقلب محروق يطلب الغيث والرحمة من أجل الأطفال والبقر والخيل والحمير والشجر.
يستمر التوسل مصحوبا بالذل والانكسار ممزوجا بالعتب فيقول:
يا رَبِّي لِيشْ حابِسْ وِاْلْزَّرِعْ تَحْتَكْ يابِسْ
يا رَبِّي لِيشْ هـ اْلْكَنَّه* أَكَلْنا طْحينِ اْلْكِرْسَنَّه
يا رَبِّي لِيشْ هـ طُّولهْ أَكَلْنا طْحينِ الفولهْ
إنه يشكو حاله البائسة الناتجة عن انحباس المطر مما تسبب في يباس الزرع واضطروا إلى أكل حبوب الكرسنة المخزنة علفا للحيوانات.
يستمرون بشكواهم إلى الله:
يا ربي يا عَوَّادي تِشْفَقْ على اْلْوُرَّادِي
كلِ اْلْحَميرِ اْدَّبَّرتْ ماظلِّشْ أقرَبْ عادي
يطلبون الشفقة والرحمة لورَّاد المياه من الإنسان والحيوان التي أصبحت هزيلة لا تجد ما تأكله، فقد ظهرت القروح على الحمير من شدة الجوع والعطش، إنهم يطلبون الخير للجميع ويتساءلون بإذلال لاستدرار الرأفة والشفقة من الله عليهم (وِاْحْنا عَبيدَكْ وِينْ نْروحْ)
يا ربِّي اْتْبِلُّوْ تْبِلُّو زرعْ عَبيدكْ كُلُّهْ
يا ربي أْتْبِلِ اْلشَّرْشوحْ* وِحْنا عبيدكْ وينِ اْنْروحْ
(الشرشوح: الفزاعة التي تنصب في المزارع لتخويف الطيور)
وإذا استمر هذا الانحباس فلا زواج ولا أعراس، لأن من عادة الفلاح أن يزوج ولده بعد موسم الحصاد وبيع غلال الأرض ومنتجات الأغنام، فيخاطب ربه من خلال أم الغيث أن تغيثه بالمطر الذي يساعده في جودة الموسم الزراعي فيقول:
يااْمْ اْلْغِيثْ غِيثِنا وْمِنْ ميَّاتِكْ اْسْقينا
يالله مطر يالله رْشاشْ يالله عَرايسِ اْبَّلاشْ
***********************
***********************
