جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تاريخشخصيات

جاسوس قصر الرئاسة


جاسوس قصر الرئاسة

.. الجاسوس ( على العاطفي )
(المدلك) الذى كان يقوم بعمل مساج للرئيس السادات .
ولد (على العاطفى ) فى السيدة زينب عام 1922 . وحصل على الشهادة الاعدادية ولم يكمل دراسته بسبب الفقر..
واشتغل صبى بقال ثم عامل بأحد الافران ثم عامل فى صيدلية ..
وكان يعانى من الفقر وقسوة الحياة إلا أن الحظ ابتسم له أخيرًا، فقد كان قدم على طلب للسفر إلى الولايات المتحدة، وتم الموافقة على طلبه.
رحل «على العطفي» إلى الولايات المتحدة، ومنها إلى هولندا. وفي أمستردام، تزوج من امرأة هولندية، ليحصل بعدها على الجنسية الهولندية ..
وبدأ رحلة البحث عن المال فى طرق أمستردام ..
فأختار طريق سفارة إسرائيل.
وقف «على العطفي» أمام حارس أمن السفارة الإسرائيلية بأمستردام يحاول شرح طلبه بمقابلة أحد المسؤوليين، وأمام إلحاح المصري، وافق المسؤولون بالسفارة على مقابلته، وكانت المفاجأة هي أنه أتى لهم بعرض يصعب رفضه، فقد أتى يعرض نفسه للبيع جاسوسًا على بلاده.
لم يوافق الإسرائيليون على تجنيده سريعًا، بل طلبوا منه فترة للتفكير في الأمر، وبالفعل وضع الرجل تحت أعين الموساد لفترة، واكتشف فيها الصهاينة أن الرجل لا يعشق سوى المال، ولا ينتمي لوطن أو مبدأ، فاتخذ القرار بتجنيده.
مرت فترة، وعاد الرجل إلى مصر، وفي صباح يوم، رن الهاتف في منزل «على العطفي»، ولم يكن على الجانب الآخر من الهاتف سوى أحد عملاء الموساد، الذي طلب منه السفر سريعًا إلى أمستردام، وبالفعل سافر سريعا الى هناك.
و بعد أربعة أيام دون معرفة حقيقية لسبب سفره، وبينما كان يتجول في إحدى المتنزهات اصطدمت به فتاة، وعندما حاول مساعدتها همست له بأن يقرأ ورقة دستها في جيب معطفه دون أن يشعر .
فقرأ الورقة حيث كان المطلوب منه الانتظار في أحد الشوارع وفى وقت معين .
وراح ذهنه يتخيل كم الأموال والرفاهية التي يستطيع أن يعيش فيها بعد حياة الفقر .
و في لحظه توقفت سيارة سوداء أمامه وهلعه صرخة السائق أن يركب سريعًا، ليقفز دون تفكير في المقعد الخلفي ويغلق الباب وتنطلق السيارة مسرعة، فلم يكن بداخل السيارة سوى الفتاة التي رآها صباحًا عميله فى جهاز الموساد .
بخطوات قلقة تبع صبي البقال السابق عميلة الموساد داخل أحد المباني وحتى وصل إلى حجرة وقف فيها شخص بملامح أقرب للمصرية ينظر له مبتسمًا، قبل أن يمد يده مصافحًا: «إيلي برجمان، ضابط الموساد المكلف بك، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة، ثم هاجرت مع أسرتي إلى إسرائيل».
كان «برجمان» قد أعد برنامجا تدريبيا مكثفا لعميله الجديد،إلا أنه كان عليه أن يعبر أولى الاختبارات الحقيقية وهو جهاز كشف الكذب.
اجتاز عامل الفرن السابق جهاز كشف الكذب، وتدرب على يد ضابط الموساد على أجهزة الإرسال والاستقبال والشفرة والتصوير واستخدام الحبر السري، .
وبداخل مبنى السفارة الإسرائيلية بأمستردام، تحول حامل الإعدادية إلى الدكتور على العطفي، المتخصص في العلاج الطبيعي، وكان التخصص حينها نادر في مصر.
وتم عمل حملة دعاية كبيرة له فى مصر لتصل سمعته لكبار رجال الدولة، وكان الهدف الأساسي هو الرئيس محمد أنور السادات، الذي كان معروفًا عنه حرصه على أن يكون ضمن طاقمه الطبي مدلكًا خاصًا، فكانت الخطة أن يصبح «العطفي» مدلك الرئيس الخاص داخل القصر الجمهوري،و مطلعًا بشكل كامل على حياة الرئيس الشخصية.
واطلق الموساد على هذه المهمة أسم «المهمة المستحيلة».

و عاد «العطفي» إلى القاهرة دون أن يدري طبيعة مهمته بعد، كل ما حصل عليه كان أدوات التجسس العادية من حبر سري وشفرة وأجهزة الإرسال والاستقبال وكاميرا دقيقة، وبعد أن حصل على أعلى التدريبات في كبرى المستشفيات على العلاج الطبيعي، حتى تحول إلى خبير بالفعل في مجال التدليك.

في ذات الوقت، افتتح أول معهد للعلاج الطبيعي في مصر ،وبالفعل لفت أنظار رئاسة الجمهورية، التي تلقى منها مكالمة وهو بمكتبه بالمعهد تخبره أنه تم اختياره ليصبح عضوًا في الطاقم الطبي لرئيس الجمهورية، لتنجح خطة ضابط الموساد.

ومع مرور الوقت، تقرب الرجل أكثر وأكثر من «السادات» بل وكامل أفراد الأسرة، وبناءً على ذلك، زاد نفوذه وصلاحياته، وأصبح يمد الموساد بتفاصيل ما يحدث داخل القصر الجمهوري، إلا أن مع زيادة نفوذ دكتور العلاج الطبيعي، زاد أيضًا غروره، وبدأ في التخلي عن حذره، وبعد أن كان يلقي بخطاباته المكتوبة بالحبر السري في صناديق مختلفة، أصبح يستسهل الأمر ويلقي بجميع الخطابات في صندوق البريد الملاصق للمعهد

وفي زيارته الأخيرة إلى أمستردام، قضى جنون العظمة عليه، حيث تخلى عن الحكمة والذكاء وتوجه إلى السفارة الإسرائيلية سيرًا على الأقدام . تم تصويره ومراقبة من المخابرات المصرية ويتم تصويره بصحبة رجال مخابرات إسرائيليين، وجوههم معروفة للمخابرات المصرية،
ليتسلم ملفه أحد أشهر رجال المخابرات المصرية في تاريخها، العميد محمد نسيم، أو المعروف بـ«نسيم قلب الأسد»،وعرض الأمر على الرئيس «السادات»،
وفي الـ23 من مارس، عام 1979، كانت منطقة الزمالك محاطة بسياج أمني سري، وأمام العمارة رقم 4 بشارع بهجت وقفت عدة سيارات سوداء خرج منها رجال بملابس مدنية يقودهم العميد محمد نسيم ذاته، ليصعدوا في هدوء إلى منزل عميد معهد العلاج الطبيعي،
و كان " محمد نسيم" متنكرا فى شخصية صحفي من مجلة «روز اليوسف» لإجراء حديث صحفى معه.
ليفاجأ «العطفي» بـ«قلب الأسد» يقف أمامه في وسط حجرة مكتبه ليتم القبض عليه.
وأحيل «العطفي» لمحكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث صدر الحكم عليه بالإعدام شنقًا، إلا أن «السادات» تدخل ليخففه للأشغال الشاقة لمدة 15 سنة. وبعد صدور الحكم، تبرأ الابن الأكبر لـ«العطفي» من أبيه أمام الشعب المصري في إعلان مدفوع الأجر نشر في صحف عدة على مساحات كبيرة.

وبعد وفاة «السادات»، رفض الرئيس التالي حسني مبارك، عدة التماسات تقدم بها «العطفي» للإفراج عنه لظروف صحية.
وفي الأول من أبريل من عام 1990، لاقى الجاسوس وجه ربه وقيل إنه أصيب بالعمى وهو في سجنه الذي بقي فيه ذليلا مهان، فيما رفضت أسرته استلام الجثة لتدفن في مقابر الصدقة.




***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *