تيسير المغاصبه
لن أعود أبدا
-٢-
(في عتمة الحافلة)
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لن أعود أبدا
-٢-
جلسن ثلاثتهن أمامي في كامل زينتهن ،كن
ينظرن إلي بخجل ..ماعداها هي ،كانت الوسطى
بترتيب الأعمار ،وكانت نظراتها إلي تحمل الكثير من المعاني التي لاتفسر
بسهولة.
نظرات تحتاج إلى وقت أطول للتأمل والغوص
في تلك العيون ،عندما خيل إلي إنها عيون قطة كتمت
ضحكتي ،لكنها وبقدرة سريعة تفوق
قدرة الكمبيوتر
استطاعت تفسير ملامح نظرتي الأخيرة، وابتسامتي ،ولكن كان
لابد من إعطاء كلمتي، فنظرت إليها بإعجاب،ومن ثم أشرت بيدي إليها وقلت:
-هذه،أريد هذه ..ماأسمها؟
رد الأب ضاحكا :
-ولو ..هذه ساره عمي هههههه اسمها ساره ؟
ابتسم الجميع .. إخوتها ..وأخواتها والأب والأم
ابتسامات ذات مغزى، أما هي فنظرت إلى أخواتها
بتحد وثقة، ثم نهضت وخرجت متوجهة
إلى
غرفتها، لحقت بها الأم و غابت دقائق ثم عادت
بابتسامة مشرقة وقالت :
-إنها موافقة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سار معي الأب"أبو شادي" ليوصلني إلى محطة
الباصات في الطريق طبطب على ظهري وقال
بعطف:
-مبارك مقدما عمي تيم لكن سارة شرسة وتحتاج إلى ترويض ؟
قلت بدهشة:
-لا ياعمي أبو شادي ،اسمحلي، هي ليست حيوان لنروضها
يا عمي، إنها إنسانة.
-لكن أنت كشاب هادىء الطباع كان يجب أن تكون
شريكتك هادئة أيضا لتسير عجلة الحياة،لن "أغشك" ياعمي تيم ،سارة
قد تتعبك كثيرا؟
-ماذا تقصد ياعمي؟
- لماذا لاتختار غيرها ؟
قلت بخجل :
-لقد احببتها ياعمي .
ضحك وقال ممازحا:
-الله يكون بعونك ،لكن لاتشتمني فيما بعد ،لقد كنت واضحا معك منذ البداية
هههههههه؟
-كيف تقول ذلك ياعمي "انت على
رأسي".
قطعت المضيفة شريط أفكاري عندما تقدمت مني
وبيدها ورقة وقلم كانت تكتب طلبات المسافرين
وسألتني:
-هل تطلب شيئا ؟
-كاسة نسكافيه من فضلك .
ثم تابعت طريقها ،عدت للنظر من النافذة محاولا
إعادة وصل شريط أفكاري من جديد .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نظرت في عينيها وابتسمت وقلت بحب ومودة:
-أحبك ؟
لكنها كشرت عن أنيابها كالقطة تماما وبدأت هجومها:
-إسمع ..هل تعتقد أن مصافحتك لأبي وصاحب
العمامة وكتابة ورقة كل ذلك
يجعلك تمتلكني كشاة ؟
-هل هذا منطقك في الحياة ياحلوتي .
-وماذا إذن أردت مني ..فقط كغيرك من الرجال
أن أخلع ثوبي وأن اسبقك إلى السرير..وأن أقل
لك تفضل يا سيدي،تفضل ياشهريار؟
-لا طبعا ،أنا أردت امرأة أحبها وتكون ملكة متوجة على عرش حبي ؟
ثم اقتربت بوجهي منها وتابعت:
-وتحبني؟
-ماذا ،حب ،ماتلك الترهات،يكفيكم كذب أيها الرجال الشهوانيين ؟
أمسكت بكتفيها وقلت لها هذه المرة بجدية وحسم:
-أهكذا ظنك،إذن إسمعيني لأني لن اكرر كلمة أحبك مرة ثانية
بعد أن قلتها لك مره إلا عندما تبدلي أفكارك تلك ،
تغيرينها كليا ،أتعرفين لماذا ،لأني لن اقولها سوى
لأمرأة تبادلني حبا بحب ..وبنفس القوة ..أتسمعين؟
حررت نفسها من كفي وردت بسخرية:
-لا لا لا أرجوك هكذا أبكيتني ههههههه..أتوسل إليك بأن تقلها؟
قطعت المضيفة أفكاري من جديد عندما تقدمت إلي وقدمت كاسة النسكافيه وقالت :
-تفضل ؟
-شكرا.
"وللقصة
بقية"
اكتب تعليقاً