اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما

 

يحيى محمد سمونة

إشراقة شمس
= 34 =

.com/img/a/

امتقع وجه النقيب و بدت عليه علامات سخط و غضب، ذلك أنه لم يكن يوما يقف مكتوف الأيدي تجاه أولئك الذين يقفون أمامه للتحقيق

لكن رتبة أعلى من النقيب طلبت منه التعامل معي بلطف و حذر - ذلك أنهم يبتغون مني أن أكون بوقا يتغنى بأمجادهم { المنتنة } و أن أكون ممن يسبح بحمدهم -

من هنا وجدتني خلال برهة وجيزة من مقابلة النقيب قد تحررت من مخاوفي و ذهبت أتكلم معه بثقة و ثبات [ ذلك بعد أن أدركت أنه ما من تهمة موجهة إلي، و بعد أن شعرت أن طريقة تعامل النقيب كانت بخلاف ما كنت أتوقعه ] 

و من هنا شرعت أحاور و أناور و أناظر النقيب بأريحية و هدوء

و كان النقيب مضطرا للتخلي عن صلفه و عنجهيته و أن يكتم غيظه فلا يظهره

قال لي: للدولة نظرة إلى الأمور تعد أعم و أشمل من نظرة االأفراد، و هذا يعني أن على الأفراد السمع و الطاعة للدولة سواء توافق ذلك مع قناعاتهم أو تعارض [ كأني به يريد إقناعي بضرورة تأييد الدولة في سياستها ]

قلت: القرآن الكريم وصف إبراهيم الخليل عليه السلام بأنه كان " أمة " لوحده

قال النقيب: و المعنى؟!

قلت: المعنى أنه قد تكون نظرة الفرد أعم و أشمل من نظرة الدولة، فهذا إبراهيم الخليل خالف قومه في سلوكه و نمط تفكيره و طريقة معالجته لانحرافات مجتمعه و كان في كل ذلك كله على صواب، بل قد كان بارعا في تأدية مهامه عليه السلام 

قال النقيب بطريقة تهكمية استفزازية: و هل ترى أن ذلك كان حقيقة تاريخية ؟

قلت باعتداد: الكعبة المشرفة حقيقة تاريخية، ترى من قام ببنائها ؟

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *