جيل يراقب الله أم الناس؟
#رسالة_للآباء_والأمهات
التربية ليست
مجرد توجيهات بل هي غرس لجذور الإيمان والقيم التي تصنع أجيالاً تسير على طريق
الحق بثبات حين نربي أبناءنا على "هذا حرام وهذا حلال" فإننا نبني
بداخلهم ميزانًا داخليًا يقيس أعمالهم في السر والعلن ويربطهم بخالقهم قبل أي شيء
أما إذا كانت التربية تدور حول "هذا عيب وهذا لا يصح أمام الناس" فإننا
نوجه عقولهم وقلوبهم إلى إرضاء البشر لا إرضاء الله وهنا يحدث الخلل
الفارق بين
النهجين كبير من يتربى على الحلال والحرام يعرف أن الله يراه في كل لحظة وأن
الالتزام بالأوامر والنواهي لا يرتبط بوجود أحد حوله أما من يتربى على العيب فهو
يعمل ليُرضي أعين الناس فقط وإذا غابت الرقابة البشرية تهاوت مبادئه كبيتٍ بلا
أساس
ديننا يعلمنا
أن القيم الحقيقية تأتي من المراقبة الذاتية لله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
اتَّقِ
اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا وخَالقِ
النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ
علينا كآباء
أن نجعل هذا المبدأ حاضرًا في حياتنا وأفعالنا فالأبناء لا يتعلمون من الكلام فقط
بل من القدوة عندما يرونك تلتزم بالحلال وتبتعد عن الحرام يتشربون هذه القيم دون أن
تشعر
لكن هذا لا
يعني أن مفهوم "العيب" غير مهم العيب مكملٌ للحلال والحرام لكنه لا يكون
الأساس الطفل يحتاج إلى أن يفهم أن هناك أشياء تغضب الله وأخرى قد تزعج الناس
لكنها ليست معصية التوازن هنا هو السر
في حياتنا
اليومية يمكننا أن نغرس هذه القيم ببساطة مثلاً بدلاً من أن تقول لابنك "لا
تكذب هذا عيب" قل: "لا تكذب لأن الله يحب الصادقين" بدلاً من
"لا تأخذ ما ليس لك، الناس سيقولون عنك لصًا"، قل: "لا تأخذ ما ليس
لك لأن الله لا يرضى بذلك" بهذه الطريقة نربط كل تصرف بمرجعية عليا هي رضا
الله
جيل يراقب
الله هو جيل يثبت أمام الفتن ولا يضعف في الخفاء لأنه يعرف أن الله لا يغيب أما
الجيل الذي يراقب الناس فإنه ينهار بسهولة إذا غابت الرقابة فلنجعل أبناءنا ممن
يسيرون على طريق الإيمان والتقوى لنصنع أمةً صالحة تبني ولا تهدم وترجو رضا الله
فوق كل شيء