حميد حسن جعفر
زهير بهنام بردى ( الشاعر والقاريء الكيميائي ) في
( العاشرة نساء )
حميد حسن جعفر
(خامسا ) ( انجي. ..الساعة العاشرة نساء )
--زهير بهنام بردى --شاعر يحمل أكثر من ثقافة، وأن كان بعضه ثقافة إضداد،
وربما إقصاء، إلا أنها لا قوة لديها في مزاحمة المتضاد معها، لذلك سوف يرى القاريء
أن ثقافة الدولة والسيادة سوف تكون خاملة
/ مهملة، لا وجود لقوانينها وسط حراك سواها،
هل كانت قصيدة الشاعر غرضية؟ تبدو كحيوان الساقية. يدور حول نفسه ليتصاعد
الماء، من غير أن يشعر بدوره في صناعة السقي والزرع، و قطف الثمار، أم أن تكسرات
الحياة و تقاطعاتها هي التي ستكون البديل لغرضية الكتابة، للخلاص من الدوران حول
الذات، حيث يكون الجهل بما يفعل البعض هو الذي يجب ان يحدث،
القصيدة بين يدي الشاعر تعاين ما تنتج، وتنتقي ما سوف تقيم، مجموعة أجهزة
تتناقض مع ما ينتمي إلى السبات، يقظة قادرة على استيعاب تحولات الكائن البشري، وما
يحيط به من آلات وادوات، و تعدد مراكز القوى المنتجة للجمال.
****
قد لا تشكل القصيدة الواحدة من مجموعة - الاحدى والعشرين -العنوان ضمن فضاء
الفهرست كنموذج أو كبديل، قصائد منفتحة على بعضها، الأشتغال على صناعة الجمال /
الحياة، عدم الإحساس باليأس والإقصاء، الانهماك بكلانية الحياة، و عدم تحويل الأنا
إلى حقل نرجسي، وتجاوز الحروب والكوارث، و تحويل اللحظة الآنية إلى أفعال شاملة،
المرأة / الأنثى كائن لا تشتغل على صناعة الآثام، ضمن حالة تضامنية مع الرجل /
الذكر،
على القاريء أن لا يكون خلف الشاعر، وينتظر منه مساعدة لحل المعادلات
الحياتية، بل عليه أن يحاذي القصيدة، ليتمكن من متابعة حركة الشاعر، حيث كثيرا ما
تؤكد انجي / الأنثى للشاعر إنها دليله إلى رائحة الساعة العاشرة نساء، حيث لا شيء
ينتمي للخيانات، حيث المراة /الهواء، لا علاقات مقموعة في تواصلات الشاعر مع
الانثى، فكل شيء مكشوف ،كذلك سوف يجد القاريء أن المرأة / الأنثى هي القصيدة في
الكثير من جوانبها، لحبها يسعى الشاعر،وبها يهتدي للوصول إلى أصول جميع الأشياء،
* * * * *
ألم يكن الشاعر في يوم ما ساحرا؟ بل وما زال في الكثير من اللامعمورة من
البلدان والغابات و الأقاصي من اليابسة والماء، ألم يكن الشاعر رجل الدين / الكاهن
والقس والداعية والمبشر، و المشيد للزقورات والمعابد و المراقد، لنجده قارعا
للاجراس، و مؤذنا في الناس،
تبدل الوظائف / المهام عملت على أن يتشكل الشاعر من منظومات الاختلاف،
اللااستقرار. حيث كان في بادىء الأمر الجهة الأولى للاتصال بالالهة الأرضية. عن
طريقه يتشكل حمل المرأة، وبين يديه تكون الولادات، هو الأب الروحي /العراب، يشفي
المرضى، ويحضر الغائب، ويصلح ذات البين،
هل كان الشاعر يشكل --في العصور الأولى --بعض آلهة ؟لا سيما وأن الإنسان
وحسب الميثولوجيات القديمة آنذاك كان يتشكل من --ثلثي الهة،وثلث إنساني --هذه
التشكيلات كثيرا ما تدفع بالشاعر إلى البحث عن منفذ ليكون قريبا من الآلهة، أن
يكون صلة الوصل ما بينها والإنسان الاعتيادي،
هل كان --زهير بهنام بردى --ذاك الإنسان المجاز /المسموح له بأن يكون كما
يشاء وصولا إلى القيام بدور المبعوث /المقدس؟ حيث كان اباؤه الأولون يشكلون الممر
إلى الله، فهو حين يكتب يأخذ دور الساحر، حيث اللغة التي لا يتوصل اليها القاريء،
إلا من خلال تفكيكها /تفكيك مغاليقها الذي يتم من خلال ما ينتمي إلى المعرفة،
المعرفة في القول لا يمكن أن تشكل المقدس، وجماليات المقدس أفعال مباحة، إلا أن
انساقه تظل افعالا قامعة، لذلك ستكون الكتابة لدى الشاعر افعالا متاحة للجميع،
لجميع المؤديين لطقوس الآحاد، حيث تتداخل الشعائر بالمرأة /انجي، حيث يتمكن الشاعر
من إلغاء المقدس، لا من أجل صناعة المدنس، فليس من الإبداع، /المعقول المفترض أن
ينكسر الشاعر بمواجهة معادلة المقدس والمدنس في لحظة ضعف أو غياب مبررات تغيير
الحياة،
رثاثة بعض مفاصل الحياة /العالم و تآكل حافاته، وغياب قدراته على صناعة
الجمال لا تشكل فعلا الغائيا لحظة حضور أو غياب المقدس، فعندما تبدأ الحياة بشكل
جمالياتها، تكون المساويء قد اختفت، وانسحبت تأثيراتها على من يقف تحت سطوتها،
حلول الجماليات دلالة على غياب قباحات الفساد /النسق، و دكتاتورية الأفراد،
والتنظيمات الاجتماعية القمعية وما يطلع منها،
يتبع