حميد حسن جعفر )
زهير بهنام بردى ( الشاعر والقاريء
الكيميائي ) في
( العاشرة نساء )
حميد حسن جعفر
( رابعا )(النموذج الثابت و
اللانموذج المتحرك )
--زهير بهنام بردى بفعل انتمائه --اجتماعيا وفكريا ودينيا --لافعال
الانفتاح رغم محاولات الانغلاق على الذات --دفاعا عن النفس --و مسايرة الواقع
المعيش وعدم الانجرار إلى المواجهات، ليتحول هذا الموقف --الانطلاق من المناطق
المعتمة إلى المضيئة والانتقال من الظل
/الذات إلى النور /الآخرين، حيث تتم عملية الانتقال من الفرد إلى المجموع وأن كان
المجموع يشكل أحيانا كثيرة افعالا مضادة،
هذه الخصيصة دفعت بالشاعر إلى أن يستفيد من كل ما يحيط به من مفردات
الحياة، حيث تتحول النسوة باجمعهن إلى
أنثى واحدة، والزمن بسرمديته وابديته إلى لحظة حبلى بالتاريخ، حتى تتمكن
القصيدة من إلغاء الحدود بين الأشياء، حيث
تبدأ مهمة الشاعر الأصعب، حيث وجوب صناعة الجملة والصورة من خلال كم هائل من
التناقضات،
كل الأشياء تحاول أن تستحوذ على اهتمامات الشاعر، كل المهملات كل ما وقع
عليه فعل --التقية --تبدأ بالتسلل إلى جسد القصيدة لتحوز على عناية الشاعر ببعضها،
وأن تدافع مفردات الحياة بكل ما تمتلك من تناقضات واختلاف، من خمول وتفاعل، لتتحول
إلى قوة قامعة للنص الشعري الجمالي النائم،
ولكن الشاعر يبدو مؤهلا لاحتواء ارتباكات و فوضى انطلاق المخفيات، الثورة
لا تنتقي مفرداتها في لحظة قيامها، الحركة الكلاتية تجرف أمامها الجميع، الفاعل
والخامل، المع والضد، ومن خلال الثورات والانقلابات تظهر على السطح الصراعات
الفكرية، تتصاعد طافية الجماعات المعارضة للتغيير ،لانتاج الأفكار، لظهور القصيدة
المغايرة، لصعود المسكوت عنه،
هنا يجد الشاعر نفسه وسط حقلين، الأول البقاء مع تبعية الماضي /الجامع،
والثاني الذهاب مع الحركة الجديدة في الشطب على النموذج الثابت، ،والذهاب نحو
اللانموذج المتحرك،
في هذه اللحظة من الممكن أن تجد قصيدة --زهير بهنام بردى -نفسها فيها،
متجاوزة المأزق /عنق الزجاجة، متجاوزة التردد ما بين الثورة واللاثورة -أو الرفض والقبول (وضمن حالة من الوعي بأهمية
الكتابة ودورها في صناعة المتغيرات)يتحرك --زهير بهنام بردى --في كتابة المختلف،
فما عاد لدى الشاعر ما يخسره، أو يضمه، أو يسكت عن قوله، وضمن هكذا مواجهة، يكون
هو الرابح الأول مع قصيدته من أجل الوقوف إلى جانب القادم الجديد /أعني به الثورة
ومفروزاتها، والتخلص من قيم القمع، و التبعية الكتابية،
( كما أني أجدى نفعا بسخاء، يهز الأشجار بكثير من الحرية، و التموج في غابة
النساء بافراط مزعج )ص17
بين يدي شاعر متمكن يشتغل بحرية، تسيل اللغة، جميع التفاصيل رغم
استقلاليتها تكون تحت سلطة المتخيل /اللاواقع،
*****
الأفعال الثقافية لا تلغي، بقدر تنتج الأزمات، ليتحول --متراكما --الفعل
الماضى إلى منتج نوعي،
الفعل الثقافي ومنه الشعري لا يشتغل على إلغاء الآخر /السابق، بل سوف يجده
القاريء يحاذي اللاحق و يتداخل معه، فالثقافة لا تلغي الذكورة /الزعامات، رغم
تصنيفات البعض من وجود ثقافة ذكورية
خالصة، وأخرى لا ذكورية مستسلمة، أي هناك ثقافة استبداد، وأخرى ثقافة معايشة، رغم وجودهما في
فضاء السلطات الدينية والاجتماعية والتنظيمات الحكومية، لذلك نرى أن قانون الإلغاء
الكلي والبديل الكلي. فعل لا وجود له في
حقول الأدب والثقافة، ربما هناك إلغاء جزئي، إلا أن كلانية السابق ما زالت تجد لها
أكثر من موقع قدم،
--زهير بهنام بردى --يحول الأفعال الماضوية إلى نقطة /منصة انطلاق للتحليق،
الماضي بكل سلبياته وما يمتلك من بعض المحاسن سوف يكون تربة جيدة لاحتضان
البتلات الجديدة في حديقة القصيدة التي يكتبها البستاني /الشاعر، زهير بهنام بردى
يتبع