حميد حسن جعفر
حجر الروح
حميد حسن جعفر
كما في جميع الشتاءات،
--تلك التي كنت اترك خيولي تعبث
برعودها --
أو صيت الحجر الصلد بما يتساقط
عليه من
الغيم، --تلك كسف السماء ،انتبه لما يدور حولك ،
ليكن الغبار بعض تنازلاتك أيها الحجر الصلد ،
لن تخونك السحب
أن تضللك الرياح ،
فيا أيها الحجر الصلد ،الشتاء أمر
عابر ،
لم يكن سوى محاولات لصناعة
المخافة،
حسنا ،أطلق بعض خوفك
تخل عن أحد قمصانك،
لتغتتسل أكتافك بالفوضى
، لن تخسر منصتك،
ستظل حجرا تغمرك المهابة كل حين ،
هل كان الشتاء الأخير --هذا الذي
يحاول أن يجدد
فتوته بصناعة الرعب --
هل كان يبدو كواحد من
رعاياك ؟
أراه يقترب ، ليبتعد ، وما بين أقدامه و احجامه،
تنزع عنه ما ينتمي إلى
الدروع ،
تذلل ريحا ،
و تمسك بالمطر، و تهذب بردا،
و تترك آخر ثيابك اشرعة
لقوارب أمطاره،
كم كان شديد القسوة ذاك الشتاء البعيد ؟
كم كانت حجرا صلدا
تلك الروح ؟