حميد حسن جعفر
ما كنا نضمر سوءا، كنا من غير خصوم، هكذا نتصور الأمر
حميد حسن جعفر
ما كنا نضمر سوءا، كنا من غير خصوم، هكذا نتصور الأمر
النهار بلباسه الشديد البياض يحاول مراقبتنا،
ليتاكد من أننا ما زلنا حطبا.
ها انه يشد بعضنا لاشجاره.
--تلك التي تشبه أعمدة التلغراف
--
لم نكن خلال تلك اللحظة عويله
الأخير.
كنا حافلاته وايابه الشديد
النصاعة.
إلا أن الرعاة أوقفوا مساءنا. و
قالوا :هذا نهارنا.
لم نكن ندرك حينها أننا قد نكون
بلهاء
وان لنا أخوة سوف لن يشفعوا عند
الله لسواهم،
ما كنا نضمر سوءا، كنا من غير
خصوم، هكذا نتصور الأمر،
وكل من حولنا من عمال وفلاحين،
من رجال
شرطة وأمن،
من موظفين و كسبة،
من شحاذين و
صباغي أحذية.
من باعة و
متبضعين،
من برجوازيين
و مستضعفين .
من خدم و سادة.
من أصحاب مطاعم و
فنادق و مقاهي.
كنا نحسبهم أولياء. عباد الله و
خلصاءه،
سكنة صوامع و
جوامع.
كنا نحسبهم قدسين و خلفاء راشدين
وامويين و عباسيين.
وسلاجقة و عثمانيين. و ملوكا
و أمراء،
كم كنا لا نفقه من القول شيئا
ومن الأفعال
حدثا. ؟
كأن لم نولد بعد.
كأن ما رأينا. ولا سمعنا. ولا قرأنا.
هل كنا الحجر الذي يشحذ الآخر
خنجره باضلاعنا؟
ليدسه بخاصرتنا !
.
.
.
قد يكون أي منا ذاك
البعير، !
حميد حسن جعفر / واسط / 6/11/2016