دكة من حجر شبه اسود
( حميد حسن جعفر ) ( دكة من حجر شبه أسود )
حميد حسن جعفر
سادعه يمر من أمام دكة من حجر شبه اسود،
لن أقول له :وداعا ، أو
دعنا و شأننا،
كل الخيارات بين يديه سوى
الخيانات،
،دكة من امامها يمر النزلاء،
،والشطار، والعيارون،
اللصوص والكسبة، البوروجوازيون
والعمال،
الاقطاعيون والفلاحون، والنسوة
باصنافهن،
فينحنون حتى الأرض ،فتربت على
اكتافهم، وتمسح،
على رؤوسهم، كأنهم ايتامها،
لينهضوا ثانية، كأن لم
يروا من قبل حروبا أو مجاعات،
كأن لم يكن الطاعون
وريث تاريخ طويل من الصحارى،
لم تكن الدكة نصبا لزعماء، أو
تماثيل لالهة،
لم تكن بلادا فحسب، كانت بساتين
محاطة بقباب
ومنائر ،القباب والمنائر
محاطتان بصحراء، الصحراء
محاطة بتيه، من ذا أقام التيه
هذا سوى القتلة؟
اؤلئك الذين لم يشهروا خياناتهم
إلا ليقيموا حجرا
محاطا بجثث، الجثث محاطة
بالخراب، الخراب
يجلس فوقه ملثمون يتفقون
بالقتل، وإقامة الحد،
أي حجر سيقترب من الروح؟
واي حجر سيقضم الجسد؟
لن ننتظر الفاجعة، لن نقيم
حدودا فاصلة،
سيقيم كل منا ما يشبه البلاد،
ويحيطها بما يشاء،
من شجر مثمر،
وحيوانات اليفة،
ومودة فادحة،
من إناث وموسيقى واسيجة من
نهارات غير باطلة،
بلاد من شجر ذكي،
وسخرية تطيح
بالخونة،
حميد حسن جعفر / واسط / 16 / 5
/ 2017