جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحوفنون

الخطيئة الأدبية الكبرى

 

الخطيئة الأدبية الكبرى

العقيد بن دحو



الخطأ أصيل بالذات البشرية ، يمكن التقليل منه لكن لا يمكن القضاء عليه أو كما تقول الحكمة.

الخطأ اللغوي و في الأسلوب و الخطأ الديني الدنيوي أيضا. اذ اللغة و الدين طرفان في قضية واحدة ، قيمتان سياسيتان و سياسويتان ، تخضعان تأثير الجغرافيا على السياسة و بقية القيم الإنسانية الأخرى.

الوافع كاتب الخرافة متوسط بينه و بين عامة الجمهور ، كمرآة تعكس على هذا الجمهور صورته هو.و قد جاء اليوم الذي فقدت فيه المرآة تصويرها وظهر الجمهور جليا غامض و صعب الادراك انه (دون جوان) الذي يفضله القراء المثقفين بالاجماع. عندئذ في أثره "مطاردة الساحرات"؛ كون لا يمكن التعدي بلاعقاب على كمال الخرافات حتى تلك التي اوجدوها القراء.

عموما ليس هناك من تأثير لعامة الجمهور على الكاتب ، و هذا ليس صحيحا في آن واحد. فتأثير عامة الجمهور على الكاتب الأديب كلما أعتز الكاتب بنفسه ، و أغتر غرور الأبله الساذج ، المخذر المدوخ على طاولة الانعاش الاكلينيك الأدبي ، مرتكبا ما صار يسمى في علم سوسيولوجية الادب " الخطيئة الأدبية الكبرى" / (روبيرا اسكاربيب).

القبول بنجاح ليس له ؛ بل هو نجاح الخرافة و لا مفر من أن يدفع عندها ثمن هذا الغش ، لأن ااجمهور الذي استعمل هذا الغش / الخرافة مفتاحا للولوج (الأثر) ، لم يجن منه لذة مجانية و أدبية: لقد استخدمه و استغله (ميكيافليا) و (ماكلوهانيا) الغاية تبرر الوسيلة و الوسيلة ذاتها الغاية ايضا. تلك هي مأساة تراجيدية الشاعر الإنجليزي "كبلينغ" Rudyard Kipling.

الذي سحقته الخرافة الإستعمارية (عبوديات و عظات) امبراطورية 1955.

لقد وجدت الخرافة هذه بديلا عن الاله الديونسيوسي الاغريقي ، جعلوا من إله النجاح اله العصر الحديث بديلا ، من حيث النجاح يجر النجاح.

ان الجماهير التي تواجه (المخاطب) و المحيط لا تستطيع أن تكون مقياس النجاح التجاري ، تلك انها ليست سوى جماهير نظرية. فتجاريا يتألف الجمهور الحقيقي الوحيد من ميكانيزم شراء الكتاب. و بهذا المعنى نستطيع أن نقول أن هناك أربعة مستويات للنجاح ؛  و الفشل أي عندما ينتهي بيع الكتاب بخسارة الناشر و الكتبي ، و نصف النجاح عندما يعادل دخل كلفته. و النجاح العادي عندما يتجاوب ويتوافق و يتكامل البيع تقريبا مع تقديرات الناشر و الشيء للبيع عندما يتجاوز الحدود المتوقعة و يفلت من المراقبة.

ان انطلاق النجاح و خاصة نجاح أفضل للبيع يبقى ظاهرة طارئة و لا يمكن تفسيرها. و لكن من الممكن بلا شك ان تبين القوانين الكبرىالأولية النجاح يتم بعد انطلاق العملية.

ان النجاح التجاري المعترف بأهميته لحياة الكتاب خطرت لهم الافكار. لا يمكن أن يعتبر سوى علامة أو اشارة يجب تفسيرها.

حقيقة النجاح الأدبي يكمن في مكان آحر ، ذلك ان الكتاب ليس مجرد شيء مادي ، انما النجاح الحقيقي يبدأ مع أول مشتري أو القارئ المفضل الأول.  ذاك أن الخلق الأدبي الابداعي يكتمل بواسطته ، تتمة له.

ذاك أن لا يمكن أن يتواجد الأدب دون التقاء المقاصد او التقاء النيات بين الكاتب من جهة و القارئ من جهة أخرى. فمن الممكن أن يوجد بين ما يريد الكاتب قوله و بين ما يبحث عنه القارئ مسافات و فواصل بحيث أي اتصال هو مستحيل فعلا ، القارئ الوحيد يكون توسيطه بينه و بين المؤلف هذا النوع من المرآة (الخرافة) الذي توفره الفئة الاجتماعية التي ينتمي اليها .

وعندما ينتمي الكاتب و القارئ الى الفئة الإجتماعية نفسها فإن المقاصد أو النيات ، كلاهما يمكن أن تنتمي و تلتقي. و في هذا الالتقاء يكمن و يكتمل النجاح الأدبي.

حتى قيل أن الكتاب الناجح هو الكتاب الذي يعبر عما كانت تنتظره الفئة الاجتماعية ، و الذي يكشف و يعري ان صح التعبير هذه الفئة أمام نفسها.ان الانطباع لدى القراء بأنه خطرت لهم الأفكار نفسها و أحسوا بالمشاعر ذاتها وعاشوا  الطوارئ نفسها هو واحد من الانطباعات التي يذكرها غالبا قرّاء كتاب .

أن مدى نجاح كتاب و كاتب ما ضمن فئة ، هو نتيجة كفاءته في أن يكون الصدى الرنان الذي يتحدث عنه فكتور هوجو.و ان الانتشار العددي من جهة ثانية وحده النجاح المرتبطة لأبعاد هذا الجمهور - المحيط.

الخطيئة الادبية الكبرى تكمن في تصديق تلك المرآة المحاكاة الخرافة التي تحاكي نجاح كاتب بالزمكان امام جمهور افتراضي لا أساس له في الواقع.

الخطأ أن يصدق الكاتب بأن له جمهور ، و الخطيئة من يؤمن بأنه يتبادل مع هذا الجمهور اطراف مقاصد النجاح و النوايا الحسنة السيئة المتابدلة.

غير أن الكاتب الجيد أن يضع سير اعماله و مكون انتاجه الفكري الأدبي الفني ا ضمن مشروع استراتيجي له مدخلات و متخلل و مخرجات و تغذية راجعة يتم من خلاله تأكيد معلومة أو تصحيح خطأ أو ر

معالجة خطيئة ما.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *