من أقصى جنوب المدينة إلى أقصى
شمالها
( حميد حسن جعفر )
( من أقصى جنوب المدينة ،الى أقصى شمالها )
بتؤدة خائفة تتقطع المسافة ،حيث اعدادية الكوت للبنين ،
تدوس أقدامهما صورا و نفايات ،و آثار الأبقار ،على قميصيهما
تلتصق مخازن الاحذية و زجاج المقاهي ،يعاينان فتيات المدارس ،
و السيارات البولونية/نايسا ،يبتسمان للمارة غير هيابين للوقت
الذي يمر سريعا ما بين بقالين يهيؤون الفواكه ،وعطارين مشغولين
بالتوابل،وحنة الفاو،و الزنجبيل /العرق الحار،
لتذهب حصة اللغة العربية و مدرسها ضياء عبد القادر الى حيث
المبتدأ والخبر ،
سيطرقان البوابة الخشبية بمهابة ،و يدخلان بهو المدرسة كمحاربين
أثريين ،يغطي شعرهما الكث الغبار و فقاعات الشمس وبعض
الفوضى ،يظللان رأسيهما بكتاب -أقباس من القرآن الكريم -يقولان
بعد ان تركا دراجتهما الهوائية الوحيدة عند البوابة الخارجية،:إن
صبية جميلة من الممكن أن تشكل معادلا موضوعيًا لما يقوله
مدرس اللغة العربية ،او استاذ التأريخ الأوربي ،او الاقتصاد،
صبية تركب عجلة يقودها شيخ،يشبه حوذيا،
يشيران عليه أن يبطيءحين يمر بهما ،وهما يقطعان الشارع ،
ليعاينا عبر زجاج شبه مظلل، أوزة ،ببدلة مدرسية ،و بعينين.
تراقبان طائرين من الزواجل ينوءان بكتبهما المدرسية وبشيء
من الحكمة ،و بحصة اللغة العربية
التي سيحتكمان عليها
كثيرا في قابل الايام ،
واسط /حميد حسن جعفر