مصطفى الحاج حسين
* محاكمةُ إرهابيٍّ قذرٍ..
قصة: مصطفى الحاج حسين.
تقدّمَ القاتلُ البريءُ بشكوى
للقاضي العادلِ، بحقِّ القتيلِ المجرمِ، فقال
في شكواه :
- حينما كنت أقتلُهُ ببندقيَّتي، لمحتُ في عينيه الحاقدتينِ، نظرةً تنمُّ
عن كرهٍ واحتقارٍ، فيها من العنصريَّةِ الشيءُ الكثيرُ.
- فتأثَّرَ القاضي وأبدى انزعاجه
الكبير صارخاً بانفعالٍ شديدّ على غير طبيعته قائلاً:
- الويل لهذا القتيلِ القذِرِ ،إن؟َهُ إرهابي؟ٌ بكلِّ معنى الكلمةِ.. قسماً
سيطالُهُ عقابي حتّى وإنْ ماتَ ميتَةَ الكلابِ.. سأحكمُ عليهِ بمصادرةِ أملاكِهِ
وأموالِهِ المنقولةِ وغيرِ المنقولةِ، وسأزج؟ُ كبيرَ أولادِهِ في المعتقلِ، بتهمةِ
جريانِ الدّمِ الفاسدِ، في عروقِهِ الوسخةِ.
فأحتج؟َ المدّعيُ العامُّ،
ونهضَ مخاطباً سيادةً القاضي العادلِ:
- سيِّدي القاضي.. أرجوكَ أن تسمعَني قبل إن تُصدرَ حكمَكَ، الذي سيكون
عادلاً بكل؟ِ تأكيدٍ.. أنا أطالبُ بوقوعِ أقسى العقوباتِ على المجرمِ المقتولِ،
حتى يكونَ عِبرةً لكلِّ مَن سيُقتَلُ، ويموتُ ميتةً يستحقُّها بسببِ أفكارِهِ
القذرةِ وتطلّعاتِهِ الخطيرةِ.. ولهذا أطالبُكم يا سيِّدي القاضي، بأن تُصدروا
حِكماً عادلاً يناسبُ ذنبَ القتيلِ الذي لا يغتفَرُ.. أرجو من عدالتِكم أن تقضوا
باغتصابِ زوجةِ المقتولِ أو أن تُغتصَبُ ابنتُهُ إنْ بلغتْ سنَّ العاشرةِ.
لكنَّ المحامي تضايقَ من
كلامِ المدّعي، فصرخَ من مقعدِهِ، ونهضَ وهو يزعقُ:
- سيدي القاضي اسمح لي فأنا
أعترض، وألتمسُ من عدالتكمُ الرحمةَ فأنا أختلفُ مع سيادةِ الوكيلِ
العامِّ، في طلبِهِ هذا، وأطالبُ أن لا يقعَ فعلَ الاغتصابِ على ابنِةِ القتيل
إلّا إن كانت قد بلغت سنَّ البلوغِ، وهذا الحكمُ يتناسب مع حقوقِ الفتياتِ
القاصراتِ، وأخيراً لكمُ الأمرُ سيدي.
وضجَّتِ القاعةُ بالتصفيقِ
الحادِّ، وتعالتِ الهتافاتِ الممجِّدةِ للعدالةِ ولحاكمِ البلادِ المفدَّى.
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول