جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

لن تشرق الشمس أبدا )قصة متسلسلة بقلم :تيسيرالمغاصبه٢٠٢٤الفصل الثاني-١٧-عودة إلى الوراء

 

تيسير المغاصبه

 (لن تشرق الشمس أبدا )

       قصة متسلسلة
  بقلم :تيسيرالمغاصبه
            ٢٠٢٤
       الفصل الثاني
      -١٧-
 عودة إلى الوراء



 وصل حميدان واولاده الخمسة إلى البرية مصطحبين معهم أخاهم يحيى .

وقد إختار حميدان مكانا تكثر فيه الآبار ،وضعوا امتعتهم على الأرض وطلب حميدان منهم جمع الحطب لإشعال النار .

بعد ذلك طلب من يحيى الذهاب إلى التلة لإحضار بعض الحطبات من هناك ،

كان حميدان قد أعد سكينه الحاد قاصدا ذبح يحيى بها وإلقاء جثته في إحدى الآبار  كخيار أكثر ضمانا للتخلص منه .

لكن "غيث "أخ يحيى الأصغر عندما رأى السكين بيد الأب إنهمرت دموعه على الفور وكاد أن ينفجر بالصراخ،  بينما كان ممسكا بيد الأب معترضا لحاقه بيحيى وهو يتوسل إليه بعدم ذبحه.

تقدم عبدالله من الأب وقال له:

-يابه ..خلينا على الخطة إلي إتفقنا عليها أول مرة بلاش غيث يفضحنا ويشرد يحيى..أو إنه يهذرب "يتكلم بغير وعي" بالقريه ويكشف أمرنا؟

-كلامك صحيح..كان لازم إنا ماجبنا معانا مقصوف الرقبة هاظا.

هنا عدل الأب عن ذبح يحيى وقرر إتباع الخطة السابقة وهي إلقائه في البئر.

إختار حميدان فتحة بئر ضيقة تكثر على فوهتها الحشائش ،وفرد البطانية"غطاء قماشي صوفي" على فتحة البئر ، بحيث يبدو مكانا جميلا فوق الحشائش.

ثم أمر اولاده بالجلوس على أطراف البطانية من جميع  الجوانب بحيث يتركون أوسط المكان ليحيى حتى يكون جلوسه فوق فتحة البئر مباشرة.

كان يحيى وبالرغم من عدم ثقته بأبيه وأخوته ،إلا أن ثقته بالله كانت كبيرة ،ومن ثم ثقته بأخيه الروحي عبد الكريم ،فهو لن يخذله أبدا ،بلا شك أنه سوف يتبعهم ويظهر في اللحظة المناسبة لانقاذه فيما لو تعرض لسوء منهم.

نادا حميدان على يحيى وطلب منه الجلوس في وسطهم ،وبالفعل جلس يحيى مترددا فوق فتحة البئر ،

كان زكي مبتسما طوال الوقت كما وأنه في لعبة مسلية ،ممتعة ،ويحاول جاهدا كتم ضحكته .

أما يحيى فشعر بالحيرة من فعلهم ،كيف يجلسونه في أوسطهم دون غيث أخيهم الأصغر ،وهم الذين يكرهونه ولايتمنون له الخير أبدا.

لكنه قال محدثا نفسه :"في جميع الأحوال يبقى حميدان أبي وأما هؤلاء فهم أخوتي. "

بعد أن جلس يحيى قال زكي بخبث:

-هسى يايحيى أبوي بدو يسولف إلنا سلافه زينه؟

وضحك عبدالله بخبث لايقل عن خبث الباقين ،

بعد ذلك وقف الأب أمامهم وأعطى إشارته بسعلة مرتفعة، فتدحرجوا إلى الخلف وهبطت البطانية بيحيى في  فتحة البئر،فصرخ يحيى:

-عبد الكريم...؟

ثم إستطاع التشبث بحافة البئر الصخرية بيد واحدة ،وكانت الحافة لزجة بفعل الطحالب ،ونظر إلى أخيه زكي الذي كان يقف فوقه ينظر إليه بسعادة وتشفي ،وقال يحيى:

-إقضب بيدي يخوي يازكي ..بدي أقع بالبير؟

لكن ماكان من زكي إلا أن أخذ يهرس أصابعه بقدميه حتى أفلت الحافة   وسقط في أعماق البئر ،ولحسن الحظ لم يكن منسوب المياه مرتفعا، فقد كان فيه القليل من الماء بحيث خفف قوة السقطة ،

وعاد حميدان واولاده إلى القرية.

* * * * * * * * *

"الست..."

في المدينة ،وتحديدا في قصر "البيك عبد اللطيف الزايدي" وهو صاحب المنصب الكبيرجدا، لذا كان عالي الشأن

 والنفوذ، والهيبة في المدينة.

والذي كان يدب الرعب في قلب كل من يذكر اسمه أمامه.

لكن جميع وحوشه الذين يعملون تحت أمرته ،والمقربون جدا؛وتحديدا تحت أمرت الست "جواهر"،كانوا يرون  شيئا مختلفا ،ألا وهو هيمنة "الست " جواهر المرأة الجميلة ،الجبارة.

ولأن للبيوت أسرار كما للقصور و..للقضبان  المعتمة هيبتها ورعبها؛ أسرار أيضا ،فأن هيمنة الست  تعود لأمرين، كان الأمر الأول هو حب البيك عبد اللطيف الزايدي لها ،ذلك الحب الجنوني.

وأما الأمر الثاني فهو العجز في رجولته،بعد أن عالجت هي شذوذه السابق بقوة شخصيتها، والذي كانت نتيجته السلبية ..العجز الكامل.

فبقدر سطوته وقساوته ودمويته ،فهو أصبح فاقدا لأهم مايوصف به الرجل .

فبات يحاول تعويض ذلك لزوجته الست جواهر بالانفاق عليها ببذخ وإظهارها للمجتمع في جميع الفعاليات ،بعد أن حرمها الله من شعور الأمومة ،وكذلك حقها في العلاقة الحميمة ،وهي لاتستطيع إتخاذ عشيق لها خوفا من الفضيحة فيما لو كشف أمرها كسيدة مجتمع جبارة،

وبالتالي يهتز مركزها في المجتمع.

فكانت تعاني الأمرين والصراعين المتضادين؛شعور الأمومة والذي أخذ يضمحل شيئا فشيئا،

وحرمانها من إشباع رغبتها المكبوتة وضمأها ،والتي بدت كالأرض الجافة ، وكثيرا مايلح عليها شبقها الرهيب لايجاد حلا وسطا.

أما زوجها عبد اللطيف الزايدي فكان بالرغم من جبروته ،فهو يبكي أمامها منهارا ..يبكي متذللا عند تذكيرها له بما حرمها منه.

وأما خارج القصر فأنه يعبر عن تلك النقائص بالبطش والدموية.

* * * * * * * * *

يمر رجال عبد اللطيف في بر قرية أم الملح للبحث عن الذهب في الآبار ،فتقودهم أقدامهم إلى بئر يحيى ،يقول صخر:

-طيب هاظا أول بير ..مين بينا  بدو يطيح أول؟

قال رعد:

-والله أنا بقول طيح إنتي ياصخر عمنك أطول واحد بينا وقلبك قوي  ،وكمان  عشان لو في ميه كثير بالبير ماتغرق هههههههه ؟

ضحك صخر وقال:

-آه يالئيم ههههههه يله اربطني ياغالب..اربط ..ياخسارة الزلم ههههههه؟

ثم ربط غالب الحبل حول خاصرة صخر وبدأ بالنزول إلى أعماق البئر وبيده الفانوس ،وما أن هبط حتى رأى نفسه وجها لوجه أمام يحيى، فتجمد الدم في عروقه، وتسمر مكانه ،وقال :

-ياساتر يارب ..شو هاظا..دخيلك يارب ..من وين طلعت إلي ..إنتي إنس وللا جن ..وللا ..وللا ملاك من السما؟

قال رعد مناديا:

أيوه ويش صار معاك ياصخر ؟

فنادا غالب :

-مالك إنخرست بطلت تحجي ياصخر..شو صار معاك ؟

فقال صخر بصوت مرتفع :

-ياجماعه في بالبير ولد ..ماني عارف هو بشر وللا جن ؟

قال رعد:

-إنتي عن صحيح بتحجي ياصخر؟

قال صخر بنفاذ صبر:

-ولك يامالي الوجع يوجعك إنتي خابرني بمزح؟

قال غالب :

-سد ثمك يارعد..سد ثمك شويه؟

ثم قال موجها كلامه لصخر :

-طيب ..طيب إربطه بالحبل وخلينا إنطلعه..جن إيش إلي بتقوله يارجل ..هذا يمكن ولد كان ضايع ووقع بالبير؟

قام صخر بربط الحبل حول خاصرة يحيى وقال لغالب:

-يله إسحب ياغالب ؟

قام غالب برفع يحيى حتى أخرجه من البئر ،وعندما ظهر يحيى لنور الشمس، بدا لهم كالملاك ووجهه يشع نور..قال رعد:

-ياوعدي..ويش هاظ ..والله إنه مو بشر ؟

قال غالب وهو يحاول لمسه بتردد:

-ويش إلي وداك على البير ياعيل " بشد الياء"؟

قال رعد:

-هذا الولد مو من قرية أم الملح؟

أجاب غالب بسرعة موجها كلامه لرعد :

-ولك إنتي إهبل كيف بدو يكون من قرية أم الملح..مكلهم سمر وشنعين؟

نادا صخر بغضب :

-ولكو يا ملين الوجع إلي يوجعكو متطلعوني..ويش نسيتوني؟

رمى رعد الحبل في البئر وبدأ بسحب صخر.

وعندما خرج صخر من البئر  اقترب من يحيى وسأله :

-ويش اسمك ياشاطر؟

لكن يحيى لم يجب وكان ينظر إليهم مستغربا.

قال غالب :

-جنه مايحجي..خفتنو "قد يكون" اخرس؟

قال صخر :

-لا ما ظنيته اخرس يمكن خايف؟

قال رعد :

-والله أنا عندي خاطر زين ؟

قال صخر :

-قول يبو الخواطر ويش عندك؟

قال رعد:

-خلينا نوخذه وإنوديه للست وهي بتقرر ويش إتسوي بيه؟

قال صخر  :

-وليش ماقلت إنا إنوديه للبيك ؟

رد رعد بسرعة:

-ولك إنتي إهبل يبو طويله..وإذا عرفت الست ماهي بتشل عرضنا "أي ستؤذينا "؟

قال غالب :

-والله إنك جبتها ياأبو الخواطر، والست حره بيه توخذه ولد إلها ..ترميه ..إتقول رجعوه على البير تبعه ..هي حره؟

هنا أخذوا يحيى معهم ووضعوه في العربة  وإنطلقوا به عائدين إلى المدينة.

(يتبع..)

تيسيرالمغاصبه

٢٣-٣-٢٠٢٤

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *