جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

نظرية الدوائر الخربة

 

نظرية الدوائر الخربة

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

هذا العالم الذي نعيشه ، و لو أن هذه الأرض التي نعيش عليها و تعيش معنا تسمى بالبسيطة!. الظاهر

 ليس عالما واحدا ،  انما عدة عوالم بتداخل بعضها بعضا.

ما هذا العالم الذي نعيشه إلا قطرة دم   في جسم برغوث داخل قطرة دم أخرى في جسم برغوث آخر اعظم منه.

بل هو صورة هندي فقير يحمل قارورة خمر على رأسه ، ما هو في الأخير إلا تلك "اللصيقة" الأشهارية الموجودة على الزجاجة و التي تحمل نفس صورة ذاك الهندي الفقير.

تعود فكرة الدوائر الخربة الى الكاتب الأديب الصحفي الشاعر الناقد (خورخي لويس بورخيس) Jorge Louis Borges  الأرجنتيني الأصل . يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين.

فكرة تعالج المزيد من تعقيد دواليب الحياة ، و كلما أ أوشك البطل القبض على أحد مفاتيح فك شفرة من شفرات لغزها تفاجئه بلغز آخر أعقد منه.

كلما حطم دائرة معرفية و الخروج منها سالما معافى الا وجد نفسه في دائرة اخرى اعظم منها. سلسلة من الدوائر الخربة تكاد لا تنتهي.

أن الشعوب أمام الأجهزة البيروقراطية تعيش في دوامة امام السلطة السياسية ، سلطة داخل سلطة.

عالم مكدسة من الاوراق في زمن صفر ورقة. الشعوب لا تعرف الى من توجه اليه شكواها ،  أناتها.

الى من يطلب الناس العدل؟

الى من يطلب الناس الحرية و المساواة ؟

الى من يطلب الماس العمل ؟

وحده الغني الذي يتكلم ختى ان كان صم بكم عمي لا يفقهون !

وحدهم هم المثقفون الذين يجب أن يكونوا في السلطة أو على رأس هرم السلطة اما البقية المتبقية تمارس ما يسمى بالحرف ، بمهارات جذور السلف الصالح الألعاب الطينية : الفخار...الخزف...السيراميك...

 وحدهم الأغنياء الذين يعملون ...يعملون...يعملون..... !

 و ما تكاد تنتهي من هذه الترديدة  ترنيمة ذُل السؤال و تحصل على اجابة لمطلبها الاول ، حتى تجعلها السياسة تعيش في سلسلة متوالية حسابية هندسية سرمدية من المطالب الأخرى لا اول و لا آخر لها.

يبدو (سيزبف) انسان (ألبير كامو) Albert Camus الفيلسوف الكاتب الفرنسي الساخر. هو انسان اللا معقول ، يكره الموت و يحب الحياة و يعصي أوامر الآلهة. الآلهة التي حكمت عليه بأن يدفع حجرا الى قمة الجبل ، و كلما بلغ الحجر القمة تنحدر نحو السفح و يعود سيزيف يدفع الحجر من جديد و يعود الحجر يسقط من جديد . و هكذا....الى ما لا نهاية . سيزبف يعلم مسبقا أن عمله عبث لا جدوى منه و لا طائل من ورائه ، و شقاء و تعاسة لا هدف له ،  يعلم ايضا ان البطولة تكمن في القيام بهذا العمل و التخلي عنه يعني الانتحار ، و هو يكره الموت و يحب الحياة حتى ان كانت الحياة بهذا العذاب و زيادة !

غير ان انسان بورخيس يختلف عن انسان كامو (سيزبف) ، يختلف عن انسان ميللر (الخراتيت) ، يختلف عن انسان سيزار (بلاصفات) ، و لا انسان ملارميه صورة البطولة العبقرية الجريحة المقترنة بالمرض (فيلوكتيتيس) اليونانية ، و لا صورة القتامة المنتقمة جان جاك روسو في الذباب....الخ.

بقدر ما تعتبر نص (هاملت)  عند شاعر الإنسانية (وليام تشكسبير) خير معبر عن الحالة (....) ، حين يكون المسرح داخل المسرح ، و حين يكون نص وليام تشكسبير داخل نص آخر . بمعنى حين يُجبر الممثل البطل "هاملت" أن يقوم بدور البطولة ، و بدور آخر تمثيلي مكمل و متمم لدوره الرئيسي ، حين وقف امام الشبح يُظهر قتلة أباه من القاتل.

أن يضع جمع الممثلون و الجمهور في حالة سيكولوجية مضطربة ، اثنية من الفعل الدرامي و نقيضه.

هذه الحالة تسمى " الهاملتية" تسبة الى للفارس هاملت. هي حالة نفسية و جدانية تخاطب الأنفس و الامور السيكولوجية اكثر منها الشكلية أو الجسدية . المذهب الرومانسي خيال حرية عاطفة.

اين تصير الصراعات النفسية قضاء و قدر بالمذهب الكلاسيكي لا نفر من قضائه و قدره.

نظرية الدوائر الخربة هي حياتنا هذه في عز انفجار المعلومات ، تتقاسم الى دوائر أُخرى يصعب الخروج منها سالما و لو عبثا.

عصر انفجار المعلومات ، و ما توشك أن تلقي القبض في أي لحظة من اللحظات على معلومة ما أو على فكرة ما حتى تجد نفسك أمام سلسلة كلمات و سلسلة أفكار لا بداية و لا نهاية لها.

اننا نعيش عدة حيواة متداخلة، وافعية و افتراضية معا.

لذا لا تستطيع الشعوب مهما اجتهدت و ناضلت ان تحافظ على مكتسباتها و لا تحقيق  متطلباتها. فالغالب السياسة دوامة يروق لها هذا اللعب مع جميع المواطنين الصالحين.

لا سيما مع متطلبات هذا العصر يفني المرء نفسه كادحا جراء رغيف الخبز ، و يقضي عمره ساعيا شقيا تعِسا و في قلبه شيء من حتى....!


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *