السودان في حضن السَّرَابِ
السعي لإقامة حكم الإقطاع
مقدمة:
هناك مثل سوداني " ما تدفق مويتك على الرهاب".
ويطلق على من يَجْرِي وَرَاءَ السَّرَابِ حينما يَجْرِي ورَاءَ الوَهْمِ.
وعليه تأتي بلاغة المثل حينما يترك أحدهم الماء الذي يحمله طمعاً في مَا
يُرَى مِنْ بَعِيدٍ فِي وَاضِحَةِ النَّهَارِ وَكَأنَّهُ مَاءٌ وَلَيْسَ كَذَلِكَ.
تَوْضِيحُ الكَلاَمِ:
أتت الجموع من السودان عبر الصحراء واتجهت إلى مكاتب مفوضية اللاجئيين
لتوفيق أوضاعها.
يتم التسجيل ويحدد موعداً للمقابلة.
وعليه يمكن أن يستفسر عن حقيقة الوضع والإجراءات مباشرة أثناء مقابلة مسؤول
المفوضية وعن الخطوة التالية بعد ذلك.
عندها يخرج وقد إكتملت لديه المعلومات.
حينها لايمكن أن يكون نهباً للشائعات التي تدور في وسائل التواصل .
السَّرَاب:
هناك من الإنس شواطين يزينون الباطل ويروجون مقالات تشير إلى العودة
الطوعية للوطن السودان.
وذلك بالعزف على وتر حساس يخاطب هواجس الذي أتى لمصر مضطراً جداً.
لذا يكبر في نفسه الخوف من أن يستمر جلوسه لينتظر ما تسفر عنه المقابلة
المحددة له.
وينسى أن يستوضح مروجي الاشاعة بالسؤال لماذا العودة الطوعية وقدومي لمصر
تم عبر اختياري لرحلة الموت عبر الصحراء.
لم يتم تجميعي من هناك للخروج الآمن ودخولي لمصر.
فما حقيقة العودة الطوعية ؟
وما تزال الحرب تدور في ضراوة بالغة.
جندها المستنفرين.
من هم المستنفرين؟
إنها جموع من الشباب يتم حماسهم لدرجة مواجهة الموت دون تدريب حقيقي مستحق.
إنهم أشبه بدور ( البطل المساند) في أدوار صعبة لا يقوم بها بطل الفيلم.
ولكن المستنفر يموت ولا يشهد النصر المزعوم.
الحقيقة المُرَّة:
ابطال الحرب والأمراء من خلفهم يريدون المزيد من المستنفرين من الذين
تَفَلَّتَوا عبر الحدود بإشاعة الخوف من العيش بسلام في مصر وعودتهم للموت لإرساء
ما يدور في أذهانهم من أجل أن تكتمل الصورة.
خاتمة:
قيام الإقطاع الجديد في السودان:
تقسيم السودان إلى مقاطعات لأبطال الحرب ويصبح نهباً للغلبة لمن يغير على
المقاطعة الأخرى.
صلاح عثمان
الاسكندرية 13 أبريل 2024م