جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحوسياسة

من "البُعبُع" الإسرائيلي الى "البعبع" الإيراني

 

من "البُعبُع" الإسرائيلي الى "البعبع" الإيراني

العقيد بن  دحو

العقيد بن دحو

امريكا خير العارفين بالشأن الإيراني ، بل الغرب عموما . حين يعود الصراع الغربي الايراني الى ما قبل الميلاد. يوم كان الصراع حضاريا ثقافيا ابداعيا بين شعراء الملاحم الاغريقية هوميروس ، هزيود و بين الشاعر الملحمي الفارسي الفردوسي.  بين الاليادة ، الأوديسا و بين الشاهنامة.

لطالما أعتبر الأغارقة الإيرانيين ووصفوهم و نعثوهم ببئس النعوث و بأخس و أبخس الألقاب : البرابرة " Picisstrass "

البيسِيسْتراس".

 ولقد جسد الحادثة الشاعر الأغريقي فرينكوس في قصة درامية تراجيديا مأساة محبكة. متلث سقوط المدينة ، حملت عنوان "ميلوس حبيتي". كانت تحاكي سقوط المدينة المدوي المفجع الأليم أمام البيسيستراسيين ، الفرس. و لما شاهدت الجماهير الأثينية العرض ضجّت بالبكاء و العويل و الصراخ ، كان يُسمع الى مسافات بعيدة مما اضطر الحكومة الى التدخل ووقفت العرض المسرحي. بل فرضت الحكومة الأغريقية غرامة مالية على الجماهير قدرها 1000دراخما. كما نوفي شاعرها الجميل مرهف الحس الى ايطاليا.

وعلى الرغم من ان افلاطون الفيلسوف كان يكره المسرح إلا أن قال فيها قولته الشهيرة الحالدة : أنا مستعد أسافر ايطاليا لأشاهد "ميلوس حبيبتي".

اذن الصراع أزلي بين الغرب و ايران ، و لن يكون إلا مجرد  تبادل لعب أدوار ، مسرحية هزلية كوميدية من كوميدبات الأدب الساخر الماجن المتسرب من جنبات العلبة الإيطالية "ديلا مارتي lDila marty.فيها الكثير من الألاعيب و الأغاليط المسرحية و الأراجيف السياسية.

و كما هو يوجد في المسرح  ما يسمى " الإتفاق على الكذب" بين (الممثل) و (الجمهور) ؛ كأن يوهم الممثل نفسه بأن ما يقوم به حركات و سكون و افعال و اشارات و كلام ، فعلا و نقلا ، لفظا و لحظا و اشارة هو عين الصواب ، يوهم الجمهور بدوره نفسه  بأن ما يجري أمامه  عين الصواب !.

هي أيضا أمثولة الحرب الايرانية الاسرائلية " الردعية" كما تبدو على الأقل. أكبر أكذوبة عرفها و شهدها التاريخ في عز نهاية التاريخ ، و في عصر أثقله منطقه ، قدرة الإنسان تجاوزت فيه طاقة الإنسان. فالحرب صارت سيبرالية رقمية ، تعتمد على عامل الذكاء الأصطناعي ، الذباب الالكتروني و على الخرائط الفضائية (Gps) الديجيتالية.

هي اذن شبه اتفاق على الكذب ان لم يكن الكذب عينه. تبادل لعب ادوار من يخيف اكثر !... من يكشر عن انيابه و مخالبه....!  و من يصير "بعبع المرحلة" ! و سط القطيع الأمعي المطبع و المتطبع معا.

هي حرب تحرك خيوط قواعد لعب اراجيفها السياسية و الحربية الخلفية و الامامية و من جميع الإتجاهات الولايات المتحدة الإمريكية.

 محاولة نقل و تحويل البعبع من اسرائيل الى ايران او بعبارة اخرى نقل (شرطي العالم) من اسرائيل الى ايران.

" لا خير في بلخير" كما يقول المثل الشعبي الجزائري. لا في اولئك البرابرة picisstrasse و لا في اولئك الصهاينة العاربة و المستعربة منها !. فالتاريخ لا يرحم..امريكا الشر الأبيض كما يسميها المفكر المستشرق روحيه غارود أو / رجاء غارودي بعد اسلامه . امريكا ليست لها قلبا على احد ، برغماتية تعرف دائما كيف تجني من الشوك العنب و من الرماد طائر الفنيق محلقا بأجنحة أبعد منه !.

 و هي سيدة البحار ، تدرك بالسليقة جيدا تأثير حجم الجغرافيا في السياسة ، و تدرك معنى قواها البحرية المارينز عندما تحرك حاملة قرابينها ؛ عفوا حاملة طائراتها فجاج لجج بحار و محيطات و ارخبيل تلافيف و دهاليز متاهات العالم. عندما تعمد ايران الى سد و غلق الممرات العالمية البحرية. كما تدرك  مد مدى حجم المذهب الشيعي القوي و أدرعه الأخطبوطية المنتشر قرب و خلف خطوطها المتقدمة ؛ صوب حقوقها التاريخية و فضاءات مجالاتها الحيوية السياسية الاجتماعية الثقافية الاقتصادية الثقافية الامنية العسكرية.

البارحة مكنتنا تلك الصواريخ و المسيرات الحربية الأنتحارية البالستية و الجيواستراتيجية من امتاع مشاهد ألعاب نارية صبيانية كدنا نخالها تتمة و تكملة أفراح غيد الفطر المبارك . فرجة مسرحية أخرى بالألوان و للبهرجة ازدانت بها فضاءات شاشات العالم و الحواسيب و الهواتف النقالة الذكية منها و الغبية،  رهان منصات شبكات التواصل الإجتماعي . اشتد حماس وطيس أصحاب الحسابات و الحسابات الاخرى...  ، بين متفاعل و محب ز معجب و مشارك و معلق.

حتى اذا ما انسلخ النهار من الدجى ابانت وكشفت عن اولى تباشير النهار و اولى خيوط الشمس العجسدية عن

أحط و أفشل مسرحية رديئة ، أُعدت في كواليس البنتاغون و المخابرات الامريكية . عن سائر مشاهدها و فصولها ، و أحبكت حلقاتها في مخابر العم سام ، ما كانت تسميه ايران الشيطان الاكبر ، و ما كان يسميه بدورهم الغرب محور الشر أو بالدول المارقة !.

اكتفت ماما امريكا هذه المرة بالدفاع عن ربيبتها اسرائيل و فق القبة الحديدية و مقاليع داوود ، و أ

ًسدلت الستارة عن اكبر سيناريو أحبكه اعظم سينوغراف في عصرنا هذا. اعادنا الى بيرفورمونس Performance السخرية السوداء الأشد قتامة ، الى "ملهاة الصفادع" )ارستوفانز) و الى " الكوميديا الإلهية" (دانتي). بعد ما كنا نظن حتميا وصلنا الى نهاية المسرح ؛ ليس عند اليونان آلهة الخير و انما عند هؤلاء آلهة العصر الحديث آلهة الشر.

الغريب و في كل حرب ، عفوا في كل مسرحية تُعرَض على العالم و على المباشر يكون ضحيتها العرب و هم من يدفع ثمن ضريبتها من الماء الى الماء ، من النهر الى البحر ، من طانجا الى جاكارته و خاصة دول حكومات وشعوب الطوق الخليج. عندما يعمد الغرب هذه المرة على تحويل و نقل منصة قاعدة تمثال "البعبع" من اسرائيل الى ايران وسط اجواء دبلوماسية سياسية و مراسيم عسكرية وطقوس دينية ديونسيوسية جديدة وجديرة بالتعبد و الولاء القبلي و الطائفي و العشائري ، يتبادل فيها الطرفان بروتوكولات تسليم المهام....!

الغريب العجيب هم نحن العرب المستهلكون للاحداث خارج تلك السرديات التي تعد بعد ان تحط الحرب الإسرائلية اوزارها على قطاع غزة.

لا يهمنا لا اسرائيل و لا ايران انما الذي يهم هم نحن المتفرجون خارج صالة العرض المسرحي لا نحن من المكفرين و لا المطهرين الكلاسيكيين الارسطويين ، و لا نحن من المفكرين المغيرين البريختيين..نحن جلد الذات (المشجاة) النيوكلاسيك ، لا هي مأسأة بالكامل و لا هي ملهاة بالكامل ، نصف النصف . نحن فقط من يدفع عندما ينتهي الكبار من طاولة عشاء دسم سلة غذاء العالم و هكذا... ننتظر لعبة اخرى تلعب لنا  و كذبة تعلب لنا مرغمين لا ابطال قبولها مما هي حتى لا يقال أننا لا نقرأ  ولا نصفق....!.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *