جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

عادل التوني

اطمني من كنوز صلاح أمان

وليس من الغريب ـ أن ـ أجد ضالتي عند الرائع / صلاح أمان .. فكلما احتجت للتنقيب على الدرر .. وبدون جهد جهيد .. أجد ما أبحث عنه في كنوز / صلاح أمان ..

وها أنا الأن أضع بين أياديكم قصيدة ( اطمني ) من أروع ما نثر / صلاح أمان من درر .

( انها عامية عمنا بيرم التونسي  .. والتي خاف منها طه حسين على فصحاه)

ـــــــــــــــــــ

اطمني

ـــــــــــــــــــ

وبتسأليني 100 سؤال

ونا جوابي ف كلمتين

أيوة بحبك واعشقك

فاطمني

كل ال فيكي يهمني

ونا ليا مين غيرك حبيب

انتي الهوا وانت الدوا

وانت الشفا وانت الطبيب

في هواكي يحلو المرار

ومعاكي صعب الاختيار

يانور بيتحدي النهار

يا أحن حضن يضمني

إطمني

أيوة بحبك واعشقك

حتي اسألي

عني الشوارع والحواري والبيوت

واسألي عني الكلام

واسألي حتي السكوت

كل الخطاوي رايحة بيا لسكتك

كل الحكاوي ال حكيتها قصتك

أنا كلي داب في محبتك

محدود اقامتي ف جنتك

مع انها في الأصل نار

ونا جوه نارك بنصهر

فاتشكلت مني الحروف

الميم دي مهرك مهر غالي بهيتي

والصاد صلاحك لما ادوق حريتي

وال ر دي راية عز رافعة همتي

شفتي بحبك أد إيه

اهدي بقي ....... واطمني

ـــــــــــــــــــ

العنوان : اطمني .

مفردة تدعو للراحة والسكون برغم الضجيج والصخب داخل القصيدة .. فيحاول المبدع أن يأخذنا للحال الهادئ إلى أن نكتشف المعاناة بأنفسنا .. ومابداخل القصيدة .. حلوها ومرها .. بالرغم من بدايتها ونهايتها بنفس المفردة ( اطمني ) .

الإيقاع : ليس من عادة المبدع الإيقاع الرتيب ـ ألا في حالات نادرة أما فى قصيدتنا أختار وبمهارة الإيقاع بأنواعه .. بداية من الرتيب : واسألي عني الكلام .. واسألي حتي السكوت .. ثم المتوسط : ونا جوه نارك بنصهر .. فاتشكلت مني الحروف

ثم كانت النهاية ونهاية القصيد بالإيقاع السريع وكأنه يشحذها للقيام والنهوض بأقصى سرعة : شفتي بحبك أد إيه .. اهدي بقي ....... واطمني ..

( اطمني ـ)

وبتسأليني 100 سؤال

ونا جوابي ف كلمتين

أيوة بحبك واعشقك

فاطمني

ـــــــــــــــــــ

كثرة السؤال والإلحاح فيه .. مرده كل مرة .. أيوة بحبك واعشقك .. ولزيادة التأكيد من المبدع يذيلها .. اطمني .. فكل مرة لايمل المبدع من الأجابة وتوكيدها .. رغم الوضوح في الإجابة و الإقرار بها إلا أن كثرة السؤال تعكس خوف السائلة .. وقلقها .. ليس لشيء .. إلا لخذلانها ( ممن سبقوه ) ؟!

ـــــــــــــــــــ

كل ال فيكي يهمني

ونا ليا مين غيرك حبيب

انتي الهوا وانت الدوا

وانت الشفا وانت الطبيب

.ـــــــــــــــــــ

ثم يعاود المبدع للطمئنة أكثر .. بقوله : كل ال فيكي يهمني.. لم يقل : كل اللى منك .. أو كل اللي بيكي بل قال : كل اللي فيكى لشموليتها والأخذ في الاعتبار زيادة طمأنتها .

بعدها لحظات استمالة ..ونا ليا مين غيرك حبيب ؟ تقدم حرف الواو أيضا لزيادة التوكيد .. والسرعة في التلقي والهدوء .. حرف الواو هنا يدل انه قال هذه الجملة مرارا وتكرارا .. فهو لايمل من طمئنتها .. فكما تحتاج اليه يحتاج إليها هو الأخر بمثابة الحياة له .. هى الهواء ـ الحياة .. وكل احتياجاته .. دواء .. طبيب .. شفاء ..

** مهم :

فى الشطرة الأخيرة : وانت الشفا وانت الطبيب .. المفروض وبالتسلسل المنطقى يأتى الطبيب أولا ثم الشفاء .. إلا ان تقديم الشفاء لعلة أنها من أهلت الطبيب وهي السبب الرئيس لوجوده . فهي أولا .

ـــــــــــــــــــ

في هواكي يحلو المرار

ومعاكي صعب الاختيار

يانور بيتحدي النهار

يا أحن حضن يضمني

إطمني

ـــــــــــــــــــ

من الجميل أن يداعب المحبوب حبيبته .. ولو بكلمة مجازية .. في هواكي يحلو المرار..الكلمة هنا لها مدلول ( العيش والتعايش والحميمية ) لا يقاسمها ( اللقمة ) بل يعطيها مافى يديه من القوت ..

حتى أن الاختيار معها ـ صعب ـ حتى لو كان الموت ذاته فهى أولى أن تعيش .. هى الحضن (وليست الحضن ..الكاذب ) ؟!

.. يانور بيتحدي النهار .. من الأولى أن يقال : ياليل بيتحدى النهار .. أنما نور بيتحدى النهار .. ليست ممنطقة .. إلا .. ذكاء مبدع .. فالنور هنا وأن كان ضعيفا فهو فى تحِد .. يجاهد ويثابر .. ويكشف ظلال النهار لينير كل بقعة .. محتاجة للنور ..

ومفردة النور هنا اعم وأشمل . فالنهار له توقيت .. اما النور خارج عن نطاق التوقيت .

ـــــــــــــــــــ

أيوة بحبك واعشقك

حتي اسألي

عني الشوارع والحواري والبيوت

واسألي عني الكلام

واسألي حتي السكوت

ـــــــــــــــــــ

لن اتطرق الى شرح المشروح .. لكن لابد من وقفة عند .. واسألي حتي السكوت. فالسكوت : الإمساك عن الكلام بالرغم من أن الصمت أبلغ من السكوت لكن في الأشياء الحياتية كالمثل المعروف.

إلا أن الصمت ـ إرادي . وهو ترك الكلام مع القدرة عليه ـ والسكوت ـ غير أراديا ـ فالسؤال هنا عن شيء غير أرادي يؤكد سبب السكوت .. ومن أسكت ؟ وعاقبة السكوت ..

( فالساكت عن الحق شيطان أخرس ) !! إذن المبدع وقع تحت طائلة الساكت عن الحق!! بالعكس فالشطرة كاملة وبتسلسلها الزمنى والكتابي :

واسألي عني الكلام

واسألي حتي السكوت

فالمبدع قدم الكلام أولا .. في الشوارع والحوارى والبيوت .. سقطت عنه جريمة السكوت .. وراح في ( غياهب ) السكوت !!

ـــــــــــــــــــ

كل الخطاوي رايحة بيا لسكتك

كل الحكاوي ال حكيتها قصتك

أنا كلي داب في محبتك

محدود اقامتي ف جنتك

مع انها في الأصل نار

ـــــــــــــــــــ

كل الخطاوي رايحة بيا لسكتك !! ولم يحدد السكة .. دليل أنه يسلك طريقها .. مهما كانت العاقبة .. لتوحدهما .. فلا يفارق الآخر ظل الثاني .. فالقصة واحدة .. والانصهار الذي شكلهما واحد .

محدود اقامتي ف جنتك

مع انها في الأصل نار

بيتان يلخصا القصيدة .. فلو كتبا وحدهما .. لكفيا .. فالإقامة مكان السكن الذى ينطلق منه الفرد حيثما يشاء ثم العودة اليه .. أما مع المبدع فأقامته مع اعتبارها فى ( الجنة ) ـ جنتها ـ لا يضمن أن يعود الى محل أقامته !!

بالرغم انها وكما يقول .. في الأصل نار !! الامتداد بين الجنة والنار غير موصول !! وإيصال الجنة والنار( الدنيوي ) هنا مزجهما المبدع وعزا الأصل للنار .. وكأنه يقول :استطيع أن أتكيف مع جنتك ونارك لقسم واحد مني قطعته على نفسي و قلته في البداية وها أنا اكرره فى النهاية ( اطمني ).

ـــــــــــــــــــ

ونا جوه نارك بنصهر

فاتشكلت مني الحروف

الميم دي مهرك مهر غالي بهيتي

والصاد صلاحك لما ادوق حريتي

وال ر دي راية عز رافعة همتي

شفتي بحبك أد إيه

اهدي بقي ....... واطمني

ـــــــــــــــــــ

ثم نختتم بأعذب الكلام .. حين يخرج الكلام من فوهة بركانه و تصير حممه حروف ( آمنه ) تنسدل عليها وتشكل منها فسيفساء من أحجار كريمة ليطوق بها عنقها ..و تختال بخلخالها .. في يوم عيدها المنتظر .. مع اهازيج فجر يوم جديد ليس ككل الأيام الماضية .. تتغنى به .. بعدما سكت وصمت .. متبتلا .. خاشعا وهو يسمع فى هدئة الليل ( يا صاحبي السجن ) انه يوسف الصديق .. يبشر بسبع .. بعد سبع .. ثم ينطق اسمها .

مــــ هر: للبهية الندية .. صاحبة الجنة والنار الدنيوية .

صـــ ـلاح : إشراقة فجر جديد بأمل يلوح في الأفق وصوت كلمات تنطق بعدما اسكتتها الظروف العابرة .

ر اية : حين ترتفع الهمم وتسكن الطيور القمم في راية خفاقة تدعوا لرب النعم .

وأخيرا يمسك بيدها لأول مرة .. يحدق فى العينين .. يتنفس صعداء الحرية ويغنى :

شفتي بحبك أد إيه

اهدي بقي ....... واطمني

ـــــــــــــــــــ

قلتها لك أولا وأخيرا .. اطمني

ـــــــــــــــــــ

شكرا أخى وأستاذي .. صلاح أمان : لهذا الجمال وتلك القصيدة الخصبة التي تحمل فى باطنها هموم بهية .. بنارها وجنتها .. وهذا الذى مازال ينشدها ويناشدها .. اطمني ..

ـــــــــــــــــــ.

المهندس/عادل التوني.

الرئيس الأسبق لرابطة الكتاب العرب على الإنترنت التابعة.

ــــا. ( Google ) لــــ

ـــــــــــــــــــ

— مع

الأديب/

Salah Aman




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *