لمحة إلى قصة العاقر لميخائيل نعيمة!
بقلم: سيد علي رأس العين
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وددت أن أشير في إيجاز إلى قصة قصيرة للأديب
ميخائيل نعيمة عنوانها "العاقر" ولست هنا لاقدم قراءة نقدية للقصة وإنما
هو تقديم أو نبذة وجيزة عن القصة لما فيها من العبر والقيم الاجتماعية والإنسانية!
باختصار، يتزوج عزيز من جميلة ويعيشان بصورة عادية إلى أن يتأخر الإنجاب
فتثور العائلة وعلى رأسها "حماة" جميلة بالتنغيص عليها ولومها على تأخر
إنجابها هنا تبرز بوضوح عقلية المجتمع الشرقي (الذكوري) la société patriarcale في التحيز دوما للرجل على حساب المرأة وإلصاق جميع العيوب بالمرأة
ففي قصة العاقر هذه تنظر أسرة عزيز إلى جميلة على أنها هي العاقر وليس زوجها، فقط
لأنها امرأة فتتمادى الحماة في اضطهاد جميلة وحثها على زيارة الأطباء إلى أن انتهى
بها المطاف إلى زيارة المشعوذين والدجالين ورجالات الدين في الأديرة والكنائس
فاضطرتها الضغوط العائلية والمجتمعية عندئذ إلى أن حملت سفاحا لكي ترضي العائلة
والمجتمع وتعود إليها مكانتها في العائلة الشرقية لأنها في نظرهم عاقر !
وفي تطور للسياق السردي تفكر جميلة في الانتحار بعد ان حملت بطريقة غير
شرعية فتكتب رسالة وتتركها لزوجها شارحة له الأسباب وكان بإمكانها أن تفضح نفسها
وتفضح عائلة زوجها بأن زوجها هو العاقر وليست هي بدليل أنها حملت من آخر وينكشف
عقر زوجها لكنها لم تفعل تفاديا من ردود أفعال المجتمع الشرقي الذي لا يلتمس
الأعذار ولا يرحم لأنه محكوم بعادات وقيود صارمة لا يحيد عنها!
قصة العاقر لميخائيل نعيمة رسالة اجتماعية وإنسانية هادفة تعالج مشكلة
معقدة عن مكانة المرأة في المجتمع الذكوري الشرقي الصارم والظالم في غالب الأحيان
كتبها نعيمة باسلوب مشوق ولغة بسيطة فيها بعض العبارات العامية اللبنانية لكي تكون
القصة أكثر واقعية ويتفاعل القراء معها بصورة لافتة ولعل براعة نعيمة جعلت الناس
متعاطفين مع جميلة "العاقر" بصورة لافتة ومدهشة على الرغم من أن القصة
لا تخلو من بعض المبالغة .
سيد علي رأس العين
