على أرديتي من مسافاتك غبار
( حميد حسن جعفر )
حميد حسن جعفر
( على ارديتي من مسافاتك غبار )
الشمس التى على شمالك، هل كانت
طالعة لحظة أشرقت علي بما يشبه العويل؟
قلت :لتكن حجارة أو ما تشاء، لا شأن للشجرة بتجاربي،
قد اترك لها كل ابراجي لاحتفظ بالثور، سيبتسم الحظ للمنتمين للثور،
هل ستلتفت لآثاري ،لما اترك ورائي من بساتين و حقول،
انا لا يد لي فيما يطلع من خلفي،
انا أشير لما يسمى الأمطار، فإذا بالغدران تتكاثر، و يهبط سوق الأسماك، و
لتبدأ نسوة الصيادين بحفر الترع المؤدية إلى بيوتهن،
خلصائي --المكبل انا بخطواتهم --اضاؤوا الحروب بالمفقودين، سادعو
بعضهم للالتحاق باقرانهم الغرقى، اللذين
التقطتهم بنادق القناصين ،
ما زلت ابحث في الزعفران عن تحطم أجسادهم،
كم كانوا يمرون بي سراعا صوب أي من هضابي، كانوا مندفعين، وليس لهم من
مظلات سوى أن يهبطوا قريبا من الأرض، لينهضوا على ضوئي،
أما كنت بمعيتي حين اطرقت متأملاً ما على كتفيك من شموس، وما كان بيننا من
مساء،
لم أعد بحاجة إلى مذكر، فحين تنشق عن وجهك الأمطار يطلع صحبك أقرب للكواكب،
لأمسك بالبهجة، تلك التي تشبه
يرقات دودة القز، فتأكل من أطرافي، هل كنت
شجرة توت، والطريق الذي يمر بنافذتك، سأكون متيقنا بشكل قاطع، ليس كأول مرة، وكل
ما حولي يوحي بامرأة من برج ما، ربما برج الحوت، ربما بعد الساعة الواحدة ظهرا
تتغير نحو الأفضل، قد تستقبلني هابطا على شمالك، وعلى ارديتي من مسافاتك غبار،
وبين يدي قصبة تهديني
إلى حيث الله،
حميد حسن جعفر / واسط / 16 / 4 / 2018