جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

صحوة الروح-١٩- (لن تشرق الشمس أبدا )قصة متسلسلة

 

تيسير المغاصبه

          -١٩-

   صحوة الروح

 (لن تشرق الشمس أبدا )

       قصة متسلسلة

 بقلم : تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤



       الفصل الثاني

          -١٩-

   صحوة الروح

تنجب "هدى " ولدها الأول بعد طول إنتظار دام لسنوات ،وكانت طوال تلك المدة قد أشاعت بأن العيب في تأخر الإنجاب من زوجها.

وذلك ماإتخذته مبررا لها للخيانة .

وأسمت ولدها "حازم"فكان مايبرز من جسد ذلك الولد ظاهرا للملأ بالرغم من عمره الصغير.ولا يمكن إخفاءه.

فلقب من قبل نساء القرية ب "أبو ذيل"،أما شباب القرية فأطلقوا عليه لقب الجحش .

وانتشرت النكات عليه في المجالس كأي ظاهرة تحدث في القرية ،ففي إحدى مجالس الفتيات تقول إحداهن  :

-والله هذا حازم لونه كان شب ..كان  بنفع يجوزوه لغروب بنت هلاله هههههههههه؟

وأخرى تقول :

-والله مابدري هذا خلفته هدى من حمار وللا من جحش من حيوانات جوزها لأنه  أبوه  مشم ههههههههه" أي تافه"؟

وأخرى :

-لا يابنات أنا بقلكن ..يمكن خلفته من بعير وهي بتحطب ههههههه؟

وأخرى :

-هههههههه الله يخزيكي ياحمده.

أما في مجالس الشباب ،فيقول أحدهم للآخر:

-روح الله يبلي أختك بالزواج من أبو ذيل لمنهم يكبرو ههههههه وهون عاد مافي عندينا بالقريه مستشفيات ههههههههه ؟

-وضج الجميع بالضحك ،لكنه يرد عليه ويسكته:

-لا  أنا شايف إنو أختك هي إلي بتستحقه عمنها بنت عمه ودايما هي وأمك عند هدى حتى يحجزوهم لبعض  ههههههههه؟

فكان حازم إبن الأربعة  سنوات عرضة لتحرشات النساء والفتيات ومزاحهن البذيء. وأحيانا يصل ذلك إلى التحرشات الجنسية.وقيلت أقاويل كثيرة مسته ومست أمه هدى بالسوء،منها أن هدى عاشرت البهائم الكثيرة التي كان يقتنيها زوجها "أبو حربه".

وكانت النتيجة ماظهر على ولدها حازم .

فلم تعد أمه  تتركه يلهو عاريا كبقية اولاد القرية الصغار ،بل كانت تلبسه الثياب الواسعة لحمايته من تحرشات الفتيات.

يوما ما زارتها أختها نجاح، وهي كثيرة المزاح البذيء ،وعندما مر حازم من أمامها وكان عاريا قالت له :

-ليش مشلح ياأبو ذيل ..وليش بتطلع علي أنا هيك ..ما أنا خالتك يافحل محرمه عليك .. تعال جاي؟

ثم جذبته إليها من يده كي تتحرش   به ممازحة،كانت هدى قد ضاقت ذرعا من تلك الأفعال وكذلك  بما تسمعه في القرية من مساس بسمعتها فقالت لأختها بغضب ولأول مرة  :

-حتى إنتي يانجاح.. عيب عليكي ..إستحي على شرفكي؟

فصدمت نجاح من كلامها وقالت ثائرة هي الأخرى :

-شو قصدكي يختي ياهدى يعني أنا ماعندي شرف.

-أنا ماقصدت هيك..بس هذا المزح عيب .

-لعاد شو قصدكي..مخلص طلعت الكلمه منكي ووقع الفاس بالرأس..هسى بدكي إتقومي إترقعي..ماأنا خالته ياهدى؟

-أنا قلت إلكي هاظا ولد زغير ..يعني هو إلي خلق حاله هيك ..وبدال ماإتبهدلي إلي بتفاسخن"بقلن أدبهن "معه بتقومي إنتي وبتسوي هيك.

-طيب طالما إنكي جرحتيني بكلامكي والله إني ما بفوت داركي مرة ثانيه؟

وبالفعل دامت  القطيعة بينهن  لسنوات حتى كبر حازم وتزوج.

* * * * * * * * *

يمر على مكوث يحيى في قصر البيك عبد اللطيف الزايدي عدة سنوات ،

وقد بلغ الخامسة عشر من عمره وظهرت  عليه علامات البلوغ وهو لايزال يشارك جواهر فراشها دون أن يعلم ماذا يفعل ،ولماذا،وأين هو ،ومن أين أتى .

حتى كان يوما ،عندما كان يتجول في حدائق القصر الغناء ،يمر في المسبح ويصعد على درجات القفاز ليصل إلى أعلى درجة فيه ،فأخذ ينظر إلى أسفل ،فتراءت أمامه الصور ،فشعر ببعض الصداع، وقبل أن يسقط في المسبح نادى صارخا:

-عبد الكريم؟

لم يكن يحيى يجيد السباحة ،لكن تم إنقاذه من قبل موظفي القصر .

أدخل إلى القصر، وعندما رأى جواهر سألها:

-مين إنتي ..و..وين أنا ..شو هذا المكان ..وشو إلي جابني هون؟

قالت جواهر :

-إهدى حبيبي..اهدى ؟

قال يحيى بدهشة:

-حبيبي!!

وعندما أدركت جواهر بأن يحيى قد إسترجع ذاكرته ،أصيبت بخيبة أمل كبيرة،وقالت:

-يحيى..إنتي حبيبي ..إلي بحبك وبتحبني..إلي عايش معي من زمان ؟

-عايش هون من زمان ..أنا مش عارف عن إيش بتحكي.

-حبيبي يحيى....

-أنا مش حبيب حدى ..أنا يحيى إبن قرية أم الملح ..شو إلي جابني هون؟

-إنتي من قرية أم الملح.

-أيوه...أنا هسى تذكرت ..أبوي وخواني رموني بالبير ..بس كيف اجيت هون؟

إقتربت منه وقالت بنفاذ صبر:

-حبيبي يحيى..حظك الحلو هو إلي جابك هون ..عند وحده بتحبك ..عند جواهر ست النسوان..حبيبتك؟

-أنا من إيمتى هون .

-من زمان ياحبيبي؟

-زمان ..يعني قديش.

- يمكن ثمن سنوات مابتذكر منيح؟

-ثمن سنوات ..ثمن سنوات بعيد عن أمي وقريتي ..طيب هسى شو صار لأمي بغيابي عنها..يمكن إنحرق قلبها علي ..طول هذه السنوات وإنتي بتستغليني يا....؟

رفعت يدها وأوشكت أن توجه له صفعة قوية  ..لكنها عادت وتمالكت  نفسها وقالت صارخة :

-لا..لا ..إسمع لاتطول لسانك على ستك ..لولاي كان هسى إنتي ميت بالبير مثل الجربوع يا إبن أم الملح إلي ريحة أهلها طالعه..إنتي مش عارف أنا مين ومرت مين؟

-أنا مابهمني مين إنتي ومين جوزكي ..طيب ماشي أنا جربوع بس إبعدي عن طريقي بدي أطلع وارجع لقريتي.

وعادت جواهر للتودد إليه من جديد وهي غير مصدقة ،بل رافضة حقيقة أن تفقد يحيى بعد أن إعتادت عليه ..أن مجرد فكرة فقدانه مرفوضة رفضا قاطعا،فقالت :

-حبيبي يحيى..أنا..أنا آسفه ..مش قصدي أهينك ..أنا ..أنا بحبك يايحيى..خليك معي ..شو بدك بالقرية ووساختها ..أنا ..أنا رايحه أخليك إتعيش هون  ملك في القصر ؟

أجاب يحيى وهو لايزال ثائرا:

-أنا مابدي أكون ملك..خليني جربوع زي ماحكيتي..أنا فلاح من قرية أم الملح  ومابتشرف إلا بقريتي أم الملح.

لكن  نفذ صبرها تماما وقالت :

-اسمع إنتي ملكي أنا ..فاهم..يا إما بتعيش معي وبنظلنا زي ماكنا عايشين ويا إما بحطك بالسجن؟

-حطيني بالسجن أنا موافق.

شعرت بأنه باقيا على عناده وليس أمامها سوى  المحاولة ثانية وقالت:

-حبيبي يحيى..أنا عارفه إنك مش متحمل الصدمه ..ومقدره وضعك ..تعال بحضني حبيبي ؟

لكنه دفعها إلى الوراء وقال :

ماعاذ الله..ابعدي عني ؟

ثم نظرت حولها وكانت أبواب صالة القصر السبعة جميعها مفتوحة، وقالت بكبرياء وتحد :

-ماشي ..حاول إنك تطلع يايحيى ..هذا إذا قدرت تطلع ..شايف هدول  لبواب المفتوحه ..بنظره مني بتسكر..إنتي ماإلك ملاذ غيري ..أنا الست جواهر..يحيى..أنا عمري ماترجيت حدى ..عمري ماذليت حالي لحدى ..ومشكلتي الوحيده هي إني حبيتك يايحيى؟

ثم حاولت احتضانه ثانية فدفعها عنه وجرى بينما جواهر تجري  وراءه ..وصل إلى الباب الأول، وعندما أراد الخروج منه أمتدت يد إليه من الخارج وأغلقته، ثم إلى الباب الثاني ،وكما حدث في الباب الأول ،أمتدت يد من الخارج وأغلقته أيضا ،وهكذا كانت تمتد أياد وتقفل الأبواب قبل وصوله إليها ،وفي الوقت المناسب.حتى أغلقت الأبواب الست.

وما أن وصل إلى الباب السابع حتى فتح الباب و ظهر عبد اللطيف واقف على الباب  وكانت جواهر قد احتضنت يحيى من الخلف وتشبثت به تماما.

وقال عبد اللطيف بدهشة:

-المشهد نفسه بتكرر يازوجة العزيز؟

وقالت جواهر بوقاحة:

-أيوه صحيح..بس مافي بيبي يشهد ياعبد اللطيف..لأنه مافي رجل بالبيت؟

قال يحيى صارخا:

-طلعوني من هون ؟

قال عبد اللطيف موجها كلامه ليحيى:

-إخرس..إخرس ولا كلمه؟

ثم نظر إلى جواهر وقال لها:

-قديش إلكي على هاي الحاله ياجواهر ؟

قالت جواهر :

-أسمع ..أنا مابسمحلك يا عبداللطيف؟

-طيب وشو بتسمي هذا ياطاهره ياعفيفه.

-أنا بقلك إلزم حدودك ..وإصحى على حالك ..شو إنتي مجنون وللا سكران.. هذا الخدام تبعي ...؟

-شو ماله هذا الخدام ..خلص زهق منكي ..قرف منكي ..ذلكي ..وبهدلكي ياجواهر.

-إسمع... ؟

ثم شعر بأنه قد يخسر جواهر وبخبثه  تكلم بلغة السياسة كسياسي متمرس:

-أسمعي إنتي.. إذا كان عمل إشي موكويس ..أو سرق مثلا مثل كل الخدم الحثاله بهذه الحاله بنحطه بالسجن ؟

ثم عادت هي أيضا إلى لغة السياسة ؛كزوجة سياسي،وقال :

-لا لاتحطه بالسجن ..بعدين الناس بشكو بينا إنو في إشي بيني وبينه..خليه هون وأنا بشوفله حل؟

ثم جذب يحيى بيده الكبيرة ،وبقوته الجبارة حتى مزق ثيابه،ودفعه إلى إحدى الغرف  وأغلق عليه الباب بالمفتاح ومن ثم مشى مع جواهر إلى غرفتهم وهو يحدثها:

-جواهر ..أنا مابدي أزعلكي لأني بحبكي ..أنا مابقدر على زعلكي ؟

-مابتقدر على زعلي .. منت ..زعلتني وخلص..بتتهمني بشرفي وبعدين بترجع  وبتقلي إنك مابتقدر على زعلي ..مش مكفي إنك ....

وضع يده على فمها ليمنعها من قول الشيء الذي يعلم فحواه والذي يحطم رجولته وكبرياءه،وقال:

-ارجوكي أنا مقدر وضعكي ولازم إنتي كمان اتقدري وضعي ..هذا الشب الخنزير  لازم إنشوفله حل مشان سمعتكي وسمعتي ..لازم إني احطه بالسجن أو إني ...

فقالت بسرعة مقاطعة:

-أو إيش ..إحكي أو إيش ..أو تذبحه مش هيك..هذا إشي مش غريب عنك مهو إديك ملوثات بالدم ياجبان ياعديم الرجولة؟

-لا ..أنا قصدي...

فقالت ؛من موقع القوة ،وهي تعلم أنها ..هي نقطة ضعفه الوحيدة:

-قول شو قصدك ..إسمع..والله إذا بصيرله إشي غير إني أفضحك بكل مكان واتركك وماأظلني عندك دقيقه ..إنتي فاهم؟

عند ذلك  إنهار عبد اللطيف وجثى على ركبتيه واحتضن ركبتيها كالطفل وأجهش بالبكاء ،وقال متوسلا:

-لا..لا ياجواهر كل إشي ولا إنكي تتركيني ..أنا ..أنا ماقصدت إني أذبحه..بس من غيرتي عليكي..أنا مابقدر أعيش من دونكي ياجواهر ؟

ثم قالت وهي سعيدة بنشوة الانتصار:

-طيب ..طيب قوم بلاش حدى يفوت ويشوفك هيك وتهتز هيبتك ..إنسى موضوع يحيى وأنا بشوفله حل ..وبوعدك إنو مايصير إشي بيني وبينه ..هو أصلا ماصار إشي بيني وبينه..أنا أكبر من إني أطلع لولد جربوع..ليش ماتكبر عقلك ياعبد اللطيف.

(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه

٣٠-٣-٢٠٢٤


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *