كل الشكر للدولة الإيرانية .... أسقطت آخر ورقة توت ؟
هاني الشافعي
وكانت
بعثة إيران في الأمم المتحدة أعلنت نهاية العمل العسكري بقولها:"يمكن اعتبار
الأمر بأنه بلغ نتيجته"، وأضافت: "لكن إذا ارتكب الكيان الإسرائيلي خطأ
آخر، فإن رد إيران سيكون أشد بكثير".
وأعلن
التلفزيون الرسمي الإيراني إنه "وفقاً للمعلومات الواردة، فإن نصف الصواريخ
التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح".
بينما
أعاد الكيان الصهيوني فتح مجاله الجوي اعتباراً من الساعة 04,30 بتوقيت جرينيتش،
الأحد، بعد إغلاقه تزامناً مع الهجوم الذي شنّته إيران، وفق هيئة المطارات المحلية،
وأوضحت في بيان: "اعتباراً من الساعة 07,30 صباحاً، أعيد فتح المجال الجوي
الإسرائيلي ومطار بن جوريون يستأنف عمله"، مشيرة إلى أن المطارات المخصصة
للرحلات الداخلية ستستأنف عملها تباعاً خلال اليوم.
بينما
الكيان الصهيوني أنَّ:"99% من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية.. هذا إنجاز
استراتيجي مهم جداً"،
وأعلن
المتحدث باسم الجيش الصهيوني أنه من أصل نحو 170 طائرة مُسيرة أطلقتها إيران
"لم تخترق، ولو واحدة منها، دولة إسرائيل، حيث اعترضت طائرات حربية لسلاح
الجو وأنظمة الدفاع الجوي التابعة لنا ولحلفائنا عشرات منها".
وأضاف:
"من أصل أكثر من 30 صاروخ كروز أطلقتها الدولة الإيرانية، لم يخترق أي صاروخ
الأراضي الإسرائيلية.. لقد اعترضت طائراتنا الحربية 25 صاروخاً خارج حدود
الدولة".
وأردف:
"من أصل أكثر من 120 صاروخاً باليستياً (أطلقتها الدولة الإيرانية)، اخترق
عدد ضئيل جداً الحدود الإسرائيلية، بينما تم اعتراض باقي الصواريخ.. هذا العدد
الضئيل سقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم وألحقت أضراراً طفيفة بالبنية التحتية"،
مؤكداً أن "القاعدة تواصل عملها ومهامها".
وأفادت
خدمات الطوارئ الإسرائيلية بأنها اهتمت بـ31 جريحاً إصاباتهم طفيفة و"تبدو
عليهم أعراض قلق أو إصابات ناجمة عن بحثهم عن مأوى".
وصرح
المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الأركان الإسرائيلي رام عميناح إن التكلفة التي
تكبدتها إسرائيل لصد الهجوم الإيراني تراوحت بين 4 إلى 5 مليارات شيكل (نحو مليار
دولار) في ليلة واحدة، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأوضح
عميناح أن هذا الرقم لا يشمل أي أضرار أو خسائر ربما حدثت جرّاء الهجمات
الإيرانية، مشيراً إلى أن "تكلفة ما أطلقته إيران من صواريخ وطائرات مسيّرة
يقل عن 10% مما تكبدته إسرائيل".
إن
القوات الأميركية اعترضت أكثر من 70 طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه، و3 صواريخ
باليستية على الأقل خلال الهجوم الإيراني على إسرائيل، وشاركت السفن الحربية
الأميركية المتواجدة بالبحر الأبيض المتوسط في عملية اعتراض الصواريخ والمسيرات
الإيرانية، بحسب مسؤول أميركي.
إذن نتائج العملية المبهرة الكبيرة عسكريا لا توجد خسائر
بالأرواح ولا بالمنشئات بل استفاد الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا داخليا وخارجيا
فعسكريا استفاد الكيان بالآتي:
1-تجربة حقيقية لمنظومة الدفاع الصاروخية القبة
الحديدية ومقلاع داود وغيرها –بحوالي
مليار دولار كما ذكرنا سالفا- بعد فشلها يوم السابع من أكتوبر
2-فشلت الدولة الإيرانية في النيل من روح واحدة داخل
الكيان الصهيوني أو المساس الحقيقي بأجوائه ما بالك لمنشآته لذلك لم تضيف شيئا
لإنجاز غزة العسكري في يوم السابع من أكتوبر وحتى المعركة الدائرة الآن.
3-إعادة التحالف الأمريكي الصهيوني خاصة والأنجلو صهيوني
إلى أوج تعاونه باشتراك مدمرات أمريكية في صد الهجوم الإيراني بعد وصوله لمستو من
التصدع الشكلي بسبب منهج العمليات العسكرية بغزة وتأثيره على الناخب الأمريكي.
وعلى مستو السياسة الداخلية بالكيان الصهيوني استفادت
الحكومة الحالية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو القاتل فمثلا:
-استمرار منهج الحرب لاستمرار التحالف اليميني المتطرف ومصالح
قادته الاقتصادية المرتبطة باستمرار الحرب نفسها وعلى رأسهم بن غفير بالحكومة ومغازلة
جمهوره
-ازدياد التوجه والأصوات القائل باستمرار الحرب بين
أوساط العلمانيين داخل الكيان مما يؤثر إيجابا على وجود نتنياهو
فإيران لم تفعل سوى تريد وإفادة نتنياهو سياسيا وفرص
بقائه بالحكم
بينما استفاد الكيان الصهيوني من العملية عالميا؛ فعلت أصوات
النخب الحاكمة بالعالم الغربي تدعم بشدة وتستنكر العملية الإيرانية وتعود إلى مربع
الصفر في بداية طوفان الأقصى تحديدا يوم الثامن من أكتوبر ويزول الفتور الناتج عن جرائم
جيش الاحتلال بغزة وتأثيره على الشعوب الغربية التي تنتفض بمظاهرات بالعواصم
الغربية والتي أثرت إيجابا في صنع توجه مغاير للنخب والحكومات الغربية يسير نحو
البعد قليلا أو حتى شكليا مع الكيان الصهيوني
وبتدخل الدولة الإيرانية بتلك العملية الفاشلة أو
بالأحرى المتفق عليها بوسيط أمريكي نزيه أبعدت العيون عن مجازر غزة ولتمعن آلة
القتل بشعب غزة في غطاء إعلامي للعملية الإيرانية
فشكرا لطوفان الأقصى الذي كان كاشفا وأسقط ورقة التوت عن
العديد من الأنظمة العربية أمام شعوبهم وبعد هذه العملية نجدد الشكر لطوفان الأقصى
والدولة الإيرانية التي أسقطت ورقة التوت الأخيرة عن نفسها وأسقطت القناع المتخفي
تحت الثورة الإسلامية وغيرها-وإن كان ليس جديدا هذا الموقف العريان لدي ولدى غالبية
العرب المسلمين المثقفين –ولكي بكون جليا واضحا للقلة الذين ما زالوا يعولون على
الدولة الإيرانية
وعملية الوعد الصادق هي أكذوبة جديدة، حيكت بسذاجة، تريد
بها الدولة الإيرانية خداع شعبين
أولا: شعب خاضع تحت سلطة ولاية الفقيه وتوجه لمن يصدق أنها
معبرة عنه وعن وجودهم وعن انتقامهم أو بالأحرى لقطة شو داخلية
ثانيا: شعوب الأمتين العربية والإسلامية –الذين لم تنطلي
على أي فرد فيهم – أنها تستطيع أن تفعل شيئا وترد انتقامها
فكان وعدا صادقا حقا معلنا شهادة الوفاة لمن كان يصدق
أنها راعية المقاومة والممانعة ومؤكدا على دورها الإيجابي والمتفق عليه سلفا مع
الشيطان الأمريكي والخنزير الصهيوني فكل النتائج التي سردناها سالفا تصب في
صالحهما وتبتعد كل البعد عن المقاومة؛ ولتؤكد وجودها بشرق العالم العربي مهددة
النفط وتكون شيطانا يبرر وجود القوات الأمريكية وجودها بوسط العالم الإسلامي لتقف
جدارا شيعيا عازلا بين شرقه الأفغان والعرب ؛ وليحمي المصالح الأمريكية بآسيا
الوسطى والمقابل العلني عدة بلدان عربية تمرح فيها الدولة الإيرانية، وما خفى كان
أعظم
ولله الأمر من قبل ومن بعد