أيها الأبناء احذرواكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (التنمر والعدوانية) (24)
أيها الأبناء احذرواكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (التنمر والعدوانية) (24)
الحلقة الرابعة والعشرون
عزة عبدالنعيم
و لتعلموا أيها الأبناء يا من تكيلون ذنوبكم و اخطائكم على أبائكم ان الله
سبحانه وتعالى لا يعاقب أي إنسان على ذنب إرتكبه في ولدًا من أولاده أو في أي شخص
آخر .
فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الأنعام : وَلَا تَكْسِبُ
كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ
إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
.
كما قال عز وجل في سورة المدثر : كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ،
وجاء في قوله تعالى في سورة الطور : كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ .
ولقد إستند العلماء على تلك الآيات في أن الله لا يؤاخذ عبد بذنب عبد غيره
.
فعن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه
وسلم يقول في حجة الوداع : ألا لا يجني جان إلا على نفسه ، لا يجني والد على ولده
، ولا مولود على والده .
رواه ابن ماجه
فكل مُكلف يجازى على عمله .. إذا كان خيرًا فيجازيه الله الخير وإذا كان
شرًا يجازيه الله الشر .
دون أن يحمل شخصًا آخر خطيئته إذ لم يكن له يدًا فيها .
فالله سبحانه وتعالى أعدل من أن يعاقب عبدًا على ذنب إرتكبه غيره .
ولذلك فكل إنسان منا يتحمل عواقب الذنوب التي يرتكبها ، او بمعني أصح يعاقب
الإنسان على إختياراته وإن أُصيب الولد بالبلاء سواء كان من إختياراته او من
تصرفاته فيكون ذلك إما عقابًا من الله للولد على سوء الإختيار ل يصحح بها ما ظن
انه خير و ما هو بخير له أو إختبارًا منه ليرى صبره على ما إبتلاه الله به .
لكن هنا نتوقف قليلا ...
ف الصبر أبدا لا يكون على إهانه الكرامة او أدمية الشخص او طيبة قلبه
الصبر هنا يكون على ما نستطع أن نتحمله
فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها
و على الأباء و الأمهات التوجيه والنُّصح
للخير بالأسلوب الرفيق وبالموقف الحكيم وبالقدوة الحسنة ما إستطاعوا ،
وبالموعظة والتذكير .
فإن توجيه الفتى اليافعِ ليس كتوجيه الصبي الغِرِّ ، وليس كتوجيه ونُصْح
الرجل المُكتمل في قواه العقلية والفكرية .
وفي حديث جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - عن النبي صل الله عليه وسلم قال
: مَن حُرِم الرِّفق، حُرِم الخير .
وإن أعظم أسلوب ينبغي أن يَعِيَه ولا يَحيد عنه الأبوان في نُصْح الولد بعد
البلوغ وفي معالجة مشكلاته وإعْوِجاجه الرِّفق والأَناة ، وسَعة الصدر ، وطول
البال .
وإن الإستعجال والتشنُّج والغضب المذموم لا يأتي بخيرٍ .
والفتى والفتاة بعد البلوغ في حاجة إلى كلمة طيِّبة هادفة ، ونُصْح بنَّاء
، ومن الله التوفيق دائما وابدا .
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
عزة عبدالنعيم